مذ صرت همي في النوم واليقظه

ديوان ابن الرومي

مذ صِرتِ همِّي في النوم واليقَظَهْ

أتعبتُ مما أهذي بك الحفَظَهْ

وعظْتُ نفسي فخالفتْ عِظتي

وخالفَ القلبُ فيك من وَعظه

وكيف بالصبرِ عنكِ يا حسنا

يأمر بالسيئات من لحَظَه

يا من حلا في الفؤاد منظره ال

حلوُ فما مجَّهُ ولا لفظه

عذَّبني منكِ يا معذبتي

ونُزْهتي في المنام واليقظه

وجهٌ إلى كم تصيد رِقَّتُهُ

قلبي وقلبٌ كم أشتكي غِلظه

ما يوفيك حقَّك التقريظُ

كُفءُ تقريظك العليمُ الحفيظُ

فيك أشياءُ من يواليك مسرو

رٌ بها والعدوُّ منها مغيظُ

لك فيها تيقظٌ غير محتا

جٍ إلى أن يُعينه تيقيظُ

كم تحفظتَ من وصية مجدٍ

لم ينفِّلكَ حفظَها تحفيظ

أنت غيثٌ يقيظُ فينا حياهُ

إذ حيا الغيثِ لا يكاد يقيظ

إن يكن ما فعلتَ بِرّاً لطيفاً

إن ميثاق شكره لغليظ

منك قِدحي ومنك نصليَ والفُوْ

قُ ومنك الترييش والترعيظ

أي شيء أقول يا من عداه

في نداه التنكيد والتنكيظ

أنتَ قبل التقريظِ من كمَّل اللَ

هُ فماذا يزيدُك التقريظُ

جهد الناس أن يدانوك في المج

د فما قارب الصميم الوشيظُ

وجرى الشعر في مداك فلم يل

حقك ترقيقه ولا التغليظُ

أنتَ حلوٌ وأنت مرٌّ وما تُلْ

فَظ كلّا وكلُّ مُرٍّ لفيظُ

أريحيٌّ مُلحَّظٌ في النوادي

للأيادي يهزُّك التلحيظ

هِبزريٌّ موعَّظٌ بذوي الذَّمْ

مِ فقد صان عرضَك التوعيظ

تحمل الثقل حملَ غير بهيظٍ

وأَخو شكرِ ما فعلتَ بهيظ

فالبس العمر سابغاً ومُعادي

ك حضيض وأنت عالٍ حظيظ

ذو ندىً غامرٍ يفيض فتضحى

أنفسُ الحاسدين فيه تفيظُ

بعطايا موفَّراتٍ هي الإرْ

واء بعد الإشباع لا التلميظُ

لا تزل يا أبا الحسين أخا الإح

سان والحسن غائظاً من تغيظ

لك بطن من الفضول خميصٌ

ووليٌّ من الفضول كظيظ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الرومي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات