ما لي إلى السلوان عنك سبيل

ديوان ابن نباتة المصري

ما لي إلى السلوانِ عنك سبيل

فدع العذول وما عساهُ يقول

مهما بعثت جوًى وفيض مدامع

فعلى حشايَ ومقلتي محمول

يا غصن بانٍ قد تبين جوره

إن أنت لم تعطف فكيفَ تميل

كم ذا عليك القلب تلهبُ ناره

هذا وذكرك للقلوبِ خليل

أهفو إلى مرِّ النسيم بمهجةٍ

ترجو شفاءً منه وهو عليل

وأبثُّ جرح جوارح بيد الأسى

لكنَّ تجريح الأسى تعديل

أما غرام القلب فهو كثير

عندِي ولكن ما السلوّ جميل

مه يا عذول فقد جهلت صبابتي

وبعيد شبهٍ عالمٌ وجهول

أنا من يحول العاشقون وعشقه

كندى بني ريَّان ليس يحول

المعرقين مناسباً ومكارماً

تدري بها الأوصاف كيف تجول

والواضحين وفي البدورِ تكلّف

والثابتين وفي الحيا تبديل

والتاركين لبيتهم فرعاً به

نشأت لهم بعد الدروس أصول

إن يتَّزن بيت الفخار بذكره

فبنانه للمكرماتِ فعول

ثاوٍ على حلب ولكن جوده

ينهلُّ منه على الفرات النيل

عُرِفت مبايعة المحامد عندهُ

ووفت فما في بيعها مجهول

وزهت برؤيته الديار كأنما

كلُّ النسيم على الديار قبول

ومحت غثاثة دهره نعماؤه

فكأنَّ ذاك غثاً وتلك سيول

يسعى لمغناه المؤمل مادحاً

ويعود وهو ممدَّح مأمول

لو أثر التقبيل في يدِ ماجدٍ

لمحا تواجد كفّه التقبيل

بعض الحديث إذا أعيد لواصفٍ

إلا حديث صفاته مملول

إيضاح رأي قد حوى جمل العلى

فيه لكلِّ عريكةٍ تسهيل

ومواهب مقرونة بمناقبٍ

فالفضل حيث أقامَ والتفضيل

ويراعة ألفاظها مشمولةٌ

تشفي وجمع فخارها مشمول

من خطرة العسَّال فيها نسبةٌ

لا غَرْوَ أنَّ كلامها معسول

يا حبَّذا القلم الذي من دأبه

حفظ الحمى وثراؤه مبذول

يعلي الممالك وهو خافض رأسه

ويسمّن الأحوال وهو هزيل

حمدتكَ يا ابن سعيد عنَّا أنعمٌ

روض المحامد حولها مطلول

طارَ الحديث بها عليلاً محلقاً

هذا وعطف جناحه مبلول

لا أنسَ بشرك والزمان مقطّبٌ

ونوال كفّك والغمام نحيل

كرم أشبّب في ثناه لأنه

أبداً بأنسابِ العلى موصول

يا من عُلاه عن الثناء غنيَّةٌ

والصبح أوضح أن يقام دليل

خذ من وليّك سامعاً ومسامحاً

جهد الثناء وإنه لجليل

إن لم يكن شعري ببابك مُرقصاً

فليهنَ مدحي إنه مقبول

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن نباته المصري، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات