ما لي أفارق كل يوم صاحبا

ديوان عبد الغفار الأخرس

ما لي أُفارقُ كلَّ يومٌ صاحباً

صَدَعَتْ به رَيْب المَنون صفاتا

وأَرى أحبَّائي تَفَرَّق جمعُهم

وتشتَّتوا بيد الرَّدى أشتاتا

وخَلَتْ ديار الأَكرمين وأصبَحَتْ

فيها عظام الأَنجبين رفاتا

ودعا التُّقى ناعٍ يخفّض نعيَه

منَّا الرُّؤوس ويرفع الأَصواتا

ولقد أصمَّ مسامعي بعدك والتقى

وانبَتَّ حبلُ الآملين بتاتا

يا أَطْيَبَ القوم الَّذين ألِفْتُهم

في الناجبين خلائقاً وذواتا

لو كنتُ أُدرِكُ بالأَسى ما فاتني

قد كنتُ أُدرِكُ بالأَسى ما فاتا

ولقَد سئِمْتُ من الحياة ومَلَّني

طولُ الثواء فلا أُريد حياتا

من بعد ما زال الأَمين وأنَّه

كانَ الجبال الرَّاسيات ثباتا

وفَقَدْتُ منه فرائداً وفوائداً

ومكارماً ومغانماً وهباتا

ونظرتُ في الأَحياء نظرةَ عارفٍ

من بعده فوَجَدْتُها أمواتا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغفار الأخرس، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات