ما للعذول على هواك وما لي

ديوان ابن نباتة المصري

ما للعذول على هواك وما لي

أفدي بروحي من أحبّ ومالي

يا مجرياً دمعي وموقف لوعتي

من جسمي المضنى على أطلال

يا من إذا سألوه عن بدر الدجى

والمسك قال أخي الشقيق وخالي

رفقاً بمن كحل الجفاء جفونه

فغدا الكرى منها على أميال

صبّ إذا ذكر العقيق وأهله

نثر الدموع على هواه لآلي

يروي الأمالي عن قلاك طويلة

فإلى متى يروي أمالي القالي

وتقاتل العذّال فيك وربما

قوّى جفاك مطامع العذَّال

هيهات ما نزلوا به إلا دعا

بجبينك المشروق يا لهلال

الطرف في ذاك الجبين منعّمٌ

والقلب من ذاك التجّنب صالي

ضدان مثل ندى ابن ريَّان الفتى

لنزيله والبأس يوم نزال

يهمي بصابٍ للعدوّ إذا طغى

وإذا الوليّ دعا همت بزلال

جاور سليمان المنيع جواره

تأمن به من جنَّة الأهوال

المعتلي رتباً يشيب لعجزه

عن قدرها الأعلى عذار هلال

والساتر الدنيا بذيل مكارمٍ

أحيت أواخرها فعال أوالي

والطالب الأخرى بعزمٍ للكرى

يفني ويحيي بالسجود ليالي

لا تتخذ بدلاً لديه وعدّة

في هذه الدنيا من الأبدال

واقصد جنابي جاهه ونواله

إن خفت حالي عسرة ونكال

واقرأ على ريب الزمان براءةً

وعلى رجائك سورة الأنفال

الأصل ريَّانٌ فلا عجبٌ إذا

ما الفرع فاء على الورَى بظلال

لو لم تصح يمناه حيّ على الندى

ما فاز ظامٍ للندى ببلال

هذا هو الشرف الذي بأقله

ضرب القديم غرائب الأمثال

رأيٌ إلى طرق الرشاد مسدّدٌ

وسجية جبلت على الإجمال

وفضائل وضحت وحلت رتبة

فهي الكواكب في سناً ومنال

ويراعة تذر الركائب والعدى

ما بين نزل مكارمٍ ونزال

من معطف المران فيه نسبة

ولها جنا يعزى إلى العسَّال

يا ماجداً أحيى مآثر قومه

بمحامدٍ أرخصن نشر غوالي

لله همتك الممكّن رفعها

ماذا جزمت بها من الأفعال

وهباتك اللاتي تعجّل رفدها

ويجيب طالبها بغير سؤال

لا عيبَ في نعماك إلا أنها

مع عدلها ظلاَّمة للمال

تجني عليه وإنما تجني به

ثمر المحامد والثناء الغالي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن نباته المصري، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات