ما ضاع ما ضاع ما أهداه لومه

ديوان الأمير الصنعاني

ما ضاع ما ضاع ما أهداه لومه

ولا تجاهل وجه الحق معلمه

فبالعتاب وفرط اللوم غاص فتى

بحراً وجاء بِدُرٍّ منه ينظمه

أو قد رقى الجو فاصطاد النجوم به

فأشرقت في وجوه الطرس أنجمه

فأفحمت كلمات كل ذي كلم

أضحى بهن كليم القلب مفحمه

إن الخليل كليم والكلام له

رق وفي الرق أعلاه ينظمه

كأنما النظم يسعى تحت طاعته

طوعاً فما شاء منه فهو يخدمه

وقد أتانا نظام فائق حسن

يرثي به عالماً كنا نعلمه

جمال هذا الورى بالحق قد نطقت

صفاته لم يكن للحق يكتمه

ولا يحابي عظيماً أو يساعده

ولا يخاف ضعيف منه يظلمه

شُلَّتْ يدا رجل سل السلاح إلى

كلم امرىء كان للباري تكلمه

فقدس اللّه ذاتاً منه طاهرة

قد صار تحت الثرى في التراب أعظمه

جزيت خيراً على مرثاته فلقد

أحسنت واللّه بعد الموت يرحمه

ثم انتقلت إلى مدح الإِمام ومن

بكل مدح ترى الأقلام تخدمه

فمدحه شرف للنظم ليس له

فقدره جل عن نظم يعظمه

هو العظيم بلا ريب ألست ترى

كلا يقبل كفيه ويلثمه

وبعد هذا مدحت الفحل فاطننا

من يفهم القول منا قبل نفهمه

أخا الذكا وأبا المعروف ليس فتى

يلقاه إلا تراه وهو يكرمه

ما في نظامك عيب غير مدحك لي

ومن أنا لنظام فيَّ تنظمه

أنا القليل الكثير الذنب مرتجياً

عفواً عسى به الرحمن يرحمه

فبالدعا فأمدونا يكون به

حسن الختام لهذا العمر يختمه

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأمير الصنعاني، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات