ليت أنا لما فقدنا الهجوعا

ديوان الشريف المرتضى

لَيت أنّا لمّا فقدنا الهجوعا

وهو إِلْفٌ لنا فقدنا الدّموعا

حاشَ للّه أنْ أكون وقد فا

رقتُ أهلَ الخيام يوماً قَنوعا

مَنْ يَغِبْ عنه ساكنُ الدارِ لا يَس

ألُ إلّا طُلولَها والرّبوعا

لو علمنا أنّ الفراق طويلٌ

لأَطَلْنا يومَ النّوى التّوديعا

لا رَعى اللّهُ للوُشاةِ ولا نا

دَوْا مجيباً في النّائباتِ سميعا

قَد أضاعَ الّذين كانوا على العَهْ

دِ عهودي وما رأَوْني مُضيعا

وَبلونا منَ الغرامِ بما لَوْ

كان من غيرهمْ لكان وجيعا

قُل لِطَيفِ الخيالِ ليلة هَوَّمْ

نا بِنجدٍ ألّا طَرَقْتَ هزيعا

وَالمَطايا منَ الكلالِ على رَمْ

لٍ زَرودٍ قدِ اِفتَرشْنَ الضّلوعا

ما على من يَحُلُّ بالغَوْرِ لو با

تَ لنا طيفُهُ بنجدٍ ضَجيعا

خادِعونا بالزُّور منكم عن الحق

قِ فما زال ذو الهوى مخدوعا

وكِلونا إلى النُّزُوعِ عن الحب

بِ وهيهات أنْ نريد النُّزوعا

واِطلُبوا إِنْ وجدتُمُ كاتماً للس

سرِّ فيكْم فقد وجدنا المُذيعا

أيّها النَّاخلُ الرّجال يُرجِّي

رجلاً واحداً لخلٍّ مطيعا

كُنْ أَخا نفسِكَ الَّتي أَنت منها

آمنٌ واِحذَرِ الأنامَ جميعا

لا تُصخْ نَحوهْم بسمعٍ فكم لا

موا وَقوراً منهم وَأعفَوا خليعا

ومتى ما يَضمك ريبٌ فلا تُب

دِ خضوعاً ولا تُطأطئ خُشوعا

ما يضرّ الفتى إذا صحَّ عِرْضاً

أن يرى النَّاسُ ثوبَهُ مَرقوعا

إنَّ فخرَ الملوكِ أودَعَ عندي

نِعَماً أخفتِ النَّهارَ طُلوعا

كُلّ يَومٍ أُثنِي بِفعلٍ كَريمٍ

جاءني منه أو أعدُّ صنيعا

مأثُرَاتٌ ما نلتُها بوسيلٍ

لِيَ منه ولا دعوتُ شفيعا

وإذا ما مضتْ عليها اللّيالي

زدتُ فيها نضارةً ونصوعا

ورجالٌ راموا مداه وقد فا

ت فراموا ما يُعجزُ المستطيعا

قد رأَوْهُ بالأمسِ يحمي عن المُلْ

كِ عِداهُ فما رأَوْه جَزوعا

ورأوْا في يديه بِيضَ المواضي

في ذُرا الهامِ سُجَّداً ورُكوعا

وَإِذا صِينَ بالدُّروعِ جسومٌ

جعلَ الطّعنَ للجسومِ دُروعا

قَد رَكِبتمْ فَما رَكِبتمْ عَظيماً

وَبنيتُم فَما بنيتُمْ رفيعا

وجَهدتُمْ أن تُدركوا سَوْرَة العز

زِ فكانتْ منكمْ سَراباً لَموعا

وسُئِلْتمْ فما بذلْتُمْ وما سا

وى بَذولٌ في المكرماتِ مَنوعا

لا يَملُّ الإرمامَ إنْ وادعوه

وأخو طَيْشةٍ إذا هو رِيعا

يا إِلهَ الوَرى الّذي مَلأ الأرْ

ضَ به رأفةً وأمْناً وسيعا

كنْ له جانباً حَريزاً من الخَوْ

فِ وحِصْناً من الخطوبِ منيعا

وأَقِلْهُ صَرْعَ الزَّمانِ فكمْ أنْ

قَذَ من نَبْوَةِ الزَّمانِ صريعا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات