لو كان صد مغاضبا ومعاتبا

ديوان أسامة بن منقذ

لو كانَ صدَّ مغاضِباً ومُعَاتِبَا

أعتبتُه ووضعتُ خَدّيَ تَائِبَا

لكِنْ رأى تلكَ النَّضارَةَ قد ذَوَتْ

لَمَّا غَدا ماءُ الشَّبيبةِ نَاضِبَا

وتعاقُبُ الأيّامِ أعقَب لِمَّتي

من حالِكٍ جَثْلٍ شَكِيراً شَائِبَا

ورأى النُّهى بعد الغَوايةِ صَاحبي

فثَنى العِنَانَ يُريغُ غَيري صَاحِبَا

وأبيهِ ما ظَلَم المشيبُ وإِنَّهُ

أمَلي فقلتُ عَساه عنِّيَ راغِبَا

أنا كالدُّجَى لما انتهَى نَشَرَتْ لَهُ

أيدي الصّباحِ من الضّياءِ ذوائِبَا

خمسونَ من عُمري مضتْ لم أَتَّعِظْ

فيها كأنِي كُنتُ عنها غَائِبَا

لم أنْتَفعْ بتجَارِبِي فيها عَلى

أنّي لقيتُ من الزّمانِ عَجائِبَا

وأتَتْ عليَّ بمصرَ عَشْرٌ بعدَها

كانت عِظَاتٍ كلُّها وتَجارِبَا

شاهدتُ من لَعِبِ الزمانِ بأهلِهِ

وتَقلُّبِ الدُّنيا الرّقُوبِ عَجائِبَا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أسامة بن منقذ، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات