لولا صدودك يا أمامه

ديوان ابن الساعاتي

لولا صدودكِ يا أمامهْ

ما كنتُ أندبُ عهدَ رامهْ

ولما وقفتُ على القدود الهـ

ـيف اسجعُ كالحمامهْ

أبكي ليالي غبطةٍ

كانت لخدِّ الشام شامه

ولها ادخرت الدمعَ لا

أيّامَ نجدِ أو تهامه

انفقتُ كنز شؤونهِ

والرّبحُ في تلك الغرامه

ومسحتُ عن جفني الكرى

ونفضتُ عن سمعي الملامة

وأغنَّ ما ضرَّ الصّبا

لو أنها حملاتْ سلامه

فأغالطُ الواشي بنشرِ

الأقحوانةِ والثّمامه

إن حلَّ طرفي طيفهُ

فالبدرُ يسري في الغمامه

أزرى بظبي الرمل نا

ظرةً وخوطِ البان قامه

وأرى المدام بخدّه

والوردُ ليس لهُ مدامه

أمرَ العذولُ بهجره

قل للعذول ولا كرامه

واطلبْ أمان جفونه

إن كنت ترغب في السّلامه

لم انس ساعةَ حطَّ عن

شمس الضّحى ليلاً لثامه

وضع اللثامَ كما أماط الشر

بُ عن كاسِ فدامه

كعجاجةِ الملك المظـ

ـفر شائماً فيها حسامه

شمسُ الهدى غيثُ النّدى

ليثُ الردى يومَ المقامه

من ليس يشرق بالسؤال

ولا يغصُّ من الملامه

ما سادَ سادةَ قومهِ

لولا النجابةُ والشهامة

كلٌّ زعيمٌ في العلى

ولهُ على القوم الزّعامة

دفعوا إليه عن يدِ

فضل المقادة والحزامة

بدرٌ يطاعن بالنجو

م وبالظلام ثنى قتامه

في جدولٍ من سيفهِ

ومن الغدير عليهِ لامه

إذا تكنَّى فارسٌ

فابن الهزبرِ على النّعامة

هو في الوغى عمرو وفي

بذل النّدى كعبُ بن مامه

لم يعدُ من وصف الأسودِ

سوى الجهالة والجهامة

ومن السحائب حفلاً

غير الشّتاء أو الشّتامه

معطي المعاقل كالعقائل

ما يقارعها سآمه

من كلّ هامةِ شامخٍ

لاث العمامة كالغمامة

فاق الورى في نظم قلبِ

طاعناً أو نثرِ لامه

ذو البيت يحصر عاجزاً

عن نقدِ معجزهِ قدامه

إن جالَ عاينتَ النسورَ

وإن سطا دنت القيامة

وإذا يعدُّ أباهُ في

دين الشجاعة والحزامة

كانت دعايتهُ إلى

العلياء مسندةَ الإمامة

سكنتَ بعدَ أبيكَ

أحشاءَ البلاد المستهامة

وجمعتَ في تدبيرها

بين الصّوارم والصّرامة

في حيثُ أنديةُ النّدى

مثلُ الكتاب بلا علامة

شيدتها وجعلت من

سمرِ الرّماح لها دعامة

لولا القضاء دفعتهمْ

بصدورها عنهُ حمامه

فالدهر دأبكَ يا ابنهُ

كشفُ الظّلام أو الظلامه

نزّهت عن بهق البدور

وعن هلالٍ كالقلامه

هذا وربَّ وغىً فضل

تَ بهِ أسامةَ بالوسامة

جهلٌ بكَ التشبيه شيئاً

في الشجاعة والقسامة

ويهزُّ عطفيكَ الثناءُ

كأنْ سقيتَ من المدامه

طرباً إلى الإعطاءِ أو

منع الثغور المستضامة

وأنا الوليُّ الأوليُّ

مع الترّحل والإقامه

لم يخلُ مدحي فيكمُ

من معجزٍ أو من كرامه

سلمانُ بيتكمُ وحقُّ الـ

ـمجد أن يرعى ذمامه

فرضت صلاتك كالصّلاة

وحمدُ وافدك الإقامة

وكذاك كان أبوك

والمأمومُ متّبعٌ إمامه

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات