لولا حذاري من جنان

ديوان أبو نواس

لَولا حِذاري مِن جِنانِ

لَخَلَعتُ عَن رَأسي عِناني

وَرَكِبتُ ما أَهوى وَكَم

أَجفو مَقالَةَ مَن نَهاني

وَخَرَجتُ أَخبِطُ سادِراً

لَم أَغنَ عَن حُبِّ الغَواني

قَد ذُبتُ غَيرَ حُشاشَةٍ

في النَفسِ تَحبِسُها الأَماني

يا مَن يَلومُ عَلى الصَبا

دَعني فَشَأنُكَ غَيرُ شاني

لَم تَلقَ مِن حُرَقِ الهَوى

ما قَد لَقيتُ عَلى عِنانِ

أَنّى تَرُدُّ عَلَيَّ قَل

باً راحَ في غَلَقِ الرِهانِ

قَلباً إِذا كَلَّفتُهُ

غَيرَ الَّذي يَهوى عَصاني

قَد خُضتُ في لُجَجِ الهَوى

وَشَرِبتُ صافِيَةَ الدِنانِ

وَمُضَمَّخاتٍ بِالعَبي

رِ نَزَلنَ مِن غُرَفِ الجِنانِ

راضَعتُهُنَّ مِنَ الصِبا

كَأساً عَقَدنَ بِها لِساني

أَقبَلنَ مِن بابِ الرِصا

فَةِ كَالتَماثيلِ الحِسانِ

يَحفُفنَ أَحوَرَ كَالغَزا

لِ أُمِرَّ إِمرارَ العِنانِ

يَمشي بِرِدفٍ كَالنَقا

يَختالُ تَحتَ قَضيبِ بانِ

فَإِذا اِنجَلَيتِ فَجامِلي

كَيلا أَموتَ عَلى المَكانِ

وَلَقَد أَقولُ لِمَن دَعا

هُ مِنَ الهَوى ما قَد دَعاني

أَبلِغ هَواكَ مِنَ الغِنا

وَالكَأسِ وَاِغنَ عَنِ الزَمانِ

لا يَشغَلَنَّكَ غَيرُ ما

تَهوى فَكُلُّ العَيشِ فانِ

وَدَعِ الهَوانَ لِأَهلِهِ

إِذ زُلتَ عَن دارِ الهَوانِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو نواس، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

تعليقات