لن تشقوا لذا الجواد غبارا

ديوان الشريف الرضي

لَن تَشُقّوا لِذا الجَوادِ غُبارا


فَاِربَحوا خَلفَهُ الوَحى وَالعِثارا


وَقَفوا في مَصارِعِ العَجزِ عَنهُ


فاتَ فَوتَ الوَميضِ مَن لا يُجارى


سابِقٌ غُضَّتِ الأَكُفُّ عَليهِ


أَنجَدَ اليَومَ في العَلاءِ وَغارا


قامَ يَجني العُلى وَأَنتُم قُعودٌ


وَصَحا لِلنَدى وَأَنتُم سَكارى


طَلَبوا شَأوَكَ المُبَرِّزَ هَيها


تَ طَريقاً عَلى الجِيادِ خَبارا


لَيسَ مِنهُم مَن ساقَ تِلكَ المَصاعي


بِ غِلاباً وَقادَ ذاكَ القِطارا


شَمِّري أَيُّها الرِكابُ وَخَلّي


عَطَنَ اللُؤمِ وَالعِمادَ القِصارا


وَاِنزِلي بي مُجاوِراً في أُناسٍ


لا يَذُمُّ النَزيلِ فيهِم جِوارا


خَلَطوا الضَيفَ بِالنُفوسِ عَلى العُس


رِ وَباتوا عَلى السَماحِ غَيارى


عِندَ أَقنى مِنَ البُزاةِ عَتيقٍ


تَرَكَ الطَيرَ واقِعاتٍ وَطارا


مَن إِذا عَرَضّوا تَعَرَّضَ جوداً


وَإِذا جارَتِ اللَيالي أَجارا


ما مُقامي عَلى الجَداوِلِ أَرجو


ها لِنَيلٍ وَقَد رَأَيتُ البِحارا


كَالَّذي شاوَرَ الدُجى في سُراهُ


وَاِستَغَشَّ النُجومَ وَالأَقمارا


يا أَبا غالِبٍ دَعَوتُكَ لِلخَط


بِ وَمَن يَظمَ يَستَدِرَّ القُطارا


لَم أُجاوِزكَ بِالدُعاءِ فَلَبَي


تَ جَهاراً وَقَد دَعَوتُ سَرارا


لَم تَقُل لا وَلَم تَشُدَّ عَلى خِل


فِ النَدى بَينَ راحَتَيكَ صِرارا


وَسَبَقتَ العِلّاتِ لَم تَنتَظِرها


وَلَو شِئتَها لَكانَت كِثارا


قَد هَزَزناكَ لِلنَدى فَوَجَدنا


وَرَقاً ناضِراً وَعوداً نُضارا


وَرَأَينا النَوالَ عَيناً بِلا مَط


لٍ إِذا مَا النَوالُ كانَ ضِمارا


لَم تَزَل كامِلاً وَلَم تَسمُ بِالكا


مِلِ مِن قَبلِ أَن تَشُدَّ الإِزارا


صِبيَةٌ مِن مَعاشِرِ حَذَقوهُم


أَدَبَ الجودِ وَالعَلاءَ صِغارا


أَليَقُ الناسِ بِالسَماحِ أَكُفّاً


وَالمَعالي شَمائِلاً وَنِجارا


في صِيالِ الأُسودِ إِن نَزَلَ الخَط


بُ عَليهِم وَفي حَياءِ العَذارى


كَلَقاحٍ تَأبى عَلى العَصبِ دَرّاً


وَعَلى المَسحِ تَستَهِلُّ غِزارا


أَطلَقونا مِنَ الخُطوبِ فَبِتنا


في يَدِ المَنِّ مُطلَقينَ أَسارى


ما نَرى عِندَ غَيرِكُم مِن جَميلٍ


لَيسَ إِلّا مِن عِندِكُم مُستَعارا


قَد رَأَينا الإِحسانَ مِنكُم عِياناً


وَسَمِعناهُ عَنكُمُ أَخبارا


مَن رَأى قَبلَكُم شُموساً مُضِيّا


تٍ جَمَعنَ الأَنوارَ وَالأَمطارا


نَظَرُ الخِلَّةِ الخَفِيَّةِ عِندي


نَظَرُ الغَيثِ صابَ يَبغي قَرارا


لَم يُغالِط عَنها اللَحاظُ وَلا أَص


فَحُ عَنها فِعلَ اللَئيمِ اِزوِرارا


بادَرَ الحادِثَ المُعَدَّ إِلَيها


وَرَأى الغُنمَ أَن تَكونَ بِدارا


يوقِدُ النارَ لِلقِرى وَعَليها


حَسَبٌ لَو خَبا الوُقودُ أَنارَا


وَلوِ اِسطاعَ وَالمَطِيُّ تَسامى


شَبَّ فَوقَ الرِجالِ بِاللَيلِ نارا


هِمَمٌ هَمُّها العُلَى عَلَّمَتهُ


بِالنَدى كَيفَ يَملِكُ الأَحرارا


لا كَقَومِ لَم يَطلُعوا شَرَفَ الجَو


دِ وَلَم يَرفَعوا لِمَجدٍ مَنارا


يَقِفُ الحَقُّ عِندَهُم فَيُلاقي


طُرُقَ الجودِ بَينَهُم أوعارا


عَرَفوا مُحكَمَ التَجارِبِ في البُخ


لِ وَكانوا عَنِ النَدى أَغمارا


عِندَ جَولِ الآراءِ بُلهٌ عَنِ الحَز


مِ وَفي الخَطبِ عاجِزونَ حَيارى


يا كَمالَ العُلى وَيا وَزَرَ المُل


كِ إِذا لَم يَجِد مَعاناً وَداراً


مُعمِلاً في الخَميسِ أَقلامَكَ الغُر


رَ إِذا أَعمَلوا القَنا الخَطّارا


كُلَّما أَشرَعوا الذَوابِلَ أَشرَع


تَ غَريماً صَدقاً وَراياً مُغارا


بِكَ سَدّوا فَوّارَ جائِشَةِ القَع


رِ لَها عائِدٌ يَرُدُّ السِبارا


وَجَدوا طِبَّها لَدَيكَ فَوَلّو


كَ عَلى البُعدِ عِرقَها النَغّارا


لَو أَقاموا لَها سِواكَ لَثَبَّت


صَعبَةً تَمَنعُ المَطا وَالعِذارا


ضَرَبوا أَوجُهَ البِكارِ وَقادوا


لِلأَعادي قَباقِباً هَدّارا


وَرَأَوا في مَناكِبِ المُلكِ وَهناً


فَدَعَوا بِاِسمِهِ فَكانَ جِبارا


قائِداً لِلقِراعِ كُلَّ حِصانٍ


تَتَراءى بِهِ عُقاباً مُطارا


مِثلَ لَونِ العُقارِ تَحسَبُهُ نا


راً يَطيرُ الطَعانُ مِنها شِرارا


دافِعاً بِالرِماحِ في كُلِّ ثَغرٍ


لُجَجاً تَركَبُ العَدُوَّ غِمارا


يَتَلاغَطنَ بِاِصطِكاكِ العَوالي


لَغَطَ الحَجِّ يَرجُمونَ الجِمارا


عَجَباً لِلَّذي أَجَرتَ مِنَ الأَي


يامِ لِم لا يُحارِبُ الأَقدارا


أَيَخافُ الخُطوبَ مَن كانَ لِلَّي


ثِ نَزيلاً وَكانَ لِلنَجمِ جارا


لَو قَدَرنا وَساعَفَتنا اللَيالي


لَوَصَلنا بِعُمرِكَ الأَعمارا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف الرضي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات