لنا كل يوم رنة وعويل

ديوان ابن معصوم

لنا كلَّ يومٍ رنَّةٌ وعويلُ

وَخطبٌ يَكلُّ الرأيُ وهو صَقيلُ

بكيتُ لو اِنَّ الدمعَ يُرجعُ ميِّتاً

وأَعولتُ لَو أَجدى الحزينَ عويلُ

لَحا اللَه دَهراً لا تَزال صروفُه

تطولُ علينا دائماً وتَعولُ

علامَ وَفيما قد أَصابَ مقاتلي

وَغادَرني هامي الدموع أَعولُ

وحمَّلني خطباً تضاءَلتُ دونَه

وَما أَنا قِدماً للخطوب حَمولُ

بموتِ كَريمٍ ماجِدٍ وابن ماجدٍ

له العزُّ دارٌ والعَلاءُ مَقيلُ

فَتىً قد عَنَت يومَ الهياج له القَنا

وراح الحسامُ العضبُ وهو ذَليلُ

بكاهُ القَنا الخَطّي علماً بأَنَّه

كَسيرٌ وأَنَّ المشرفيَّ كَليلُ

فمن للعَوالي بعد كفَّيه والنَدى

ومن في صفوف الناكثينَ يَجولُ

ومَن بعدَه للسَيف والضَيف والعلى

وَمَن بعدَه للمكرُمات كَفيلُ

رَبيبُ عُلاً شحَّ الزَمانُ بمثله

وَكُلُّ زَمانٍ بالكرام بَخيلُ

وَلَمّا نَعى الناعي به ضاق بي الفضا

وَراحَت دموعي الجامداتُ تَسيلُ

وَهَيهات أَن تأتي النِساءُ بمثله

وَيَخلف عنه في الأَنام بَديلُ

سأبكيكَ يا عمّارُ ما ناحَ طائِرٌ

وما نُدبَت بعد الرحيل طُلولُ

مُصابي وإِن طوَّلته عنك قاصرٌ

وَدمعي وإن كثّرتُ فيكَ قَليلُ

سلكتَ وأَسلكتَ الأَسى في حشاشتي

ممرَّ سَبيل ما سواه سَبيلُ

لك اليومَ في قَلبي مكانُ مودَّةٍ

ودادُك فيه ما حَييتُ نَزيلُ

فإن هاطِلاتُ السُحب شحَّت بسقيها

سقاكَ من الجَفن القَريح هَطولُ

عليك سَلامُ اللَه منّي تحيَّة

مَدى الدَهر ما غالَ البَريَّة غولُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن معصوم، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

أيرجع ميتا رنة وعويل

أَيُرجِعُ مَيتاً رَنَّةٌ وَعَويلُ وَيَشفى بِأَسرابِ الدُموعِ غَليلُ نُطيلُ غَراماً وَالسَلوُّ مُوافِقٌ وَنُبدي بُكاءً وَالعَزاءُ جَميلُ شَبابُ الفَتى لَيلٌ مُضِلٌّ لِطُرقِهِ وَشَيبُ الفَتى عَضبٌ عَلَيهِ…

تعليقات