لنا دون من تحت السماء عليهم

ديوان الفرزدق

لَنا دونَ مِن تَحتَ السَماءِ عَلَيهِمُ

مِنَ الناسِ طُرّاً شَمسُها وَبُدورُها

أَخَذنا بِآفاقِ السَماءِ عَلَيهِمُ

لَنا بَرُّها مِن دونِهِم وَبُحورُها

وَلَو أَنَّ أَرضَ المُسلِمينَ يَحوطُها

سِوانا مِنَ الأَحياءِ ضاعَت ثُغورُها

لَنا الجِنُّ قَد دانَت وَكُلُّ قَبيلَةٍ

يَدينُ مُصَلّوها لَنا وَكَفورُها

وَفي أَسَدٍ عادِيُّ عِزٍّ وَفيهِمُ

رَوافِدُ مَعروفٍ غَزيرٍ غَزيرُها

هُمُ عَمَّموا حُجراً وَكِندَةَ حَولَهُ

عَمائِمَ لا تَخفى مِنَ المَوتِ نيرُها

وَنَحنُ ضَرَبنا الناسَ حَتّى كَأَنَّهُم

خَراريبُ صَيفٍ صَعصَعَتها صُقورُها

بِمُرهَفَةٍ يُذري السَواعِدَ وَقعَها

وَيَفلِقُ هامَ الدارِعينَ ذُكورُها

وَنَحنُ أَزَلنا أَهلَ نَجرانَ بَعدَما

أَدارَ عَلى بَكرٍ رَحانا مُديرُها

وَنَحنُ رَبيعُ الناسِ في كُلِّ لَزبَةٍ

مِنَ الدَهرِ لا يَمشي بِمُخٍّ بَعيرُها

إِذا أَضحَتِ الآفاقُ مِن كُلِّ جانِبٍ

عَلَيها قَتامُ المَحلِ بادٍ بُسورُها

وَشُبَّ وَقودُ الشَعرَيَينِ وَحارَدَت

جِلادُ لِقاحِ المُمحِلينَ وَخورُها

وَراحَ قَريعُ الشَولِ مُحدَودَبَ القَرا

سَريعاً وَراحَت وَهيَ حُدبٌ ظُهورُها

يُبادِرُها كِنَّ الكَنيفِ إِمامُها

كَما حَثَّ رَكضاً بِالسَرايا مُغيرُها

هُنالِكَ تَقري المُعتَفينَ قُدورُنا

إِذا الشَولُ أَعيا الحالِبينَ دُرورُها

وَنَعرِفُ حَقَّ المَشرِفِيَّةِ كُلَّما

أَطارَ جُناةَ الحَربِ يَوماً مُطيرُها

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات