لمن أشتكي ما بي وما بي هو الله

ديوان عبد الغني النابلسي

لمن أشتكي ما بي وما بي هو اللهُ

ولا حاكم في الكون إلا هو اللهُ

وما الكون إلا الله والمشتكى له

ومن يشتكي بل كل شكوى هي اللهُ

وما الله إلا غيبهم كلهم بدا

بهم منه والمفعول والفاعل اللهُ

تعالى وجل الله عن كل حادث

وما الله إلا الغيب ذاك هو الله

كما قال في القرآن وهو كلامه

لدينا وإنا معْ لدينا هو الله

هو الأول اللهُ هو الآخر اللهُ

هو الظاهر اللهُ هو الباطن الله

وقرآننا اللهُ الذي هو منزل

بجبريلَ وهو اللهُ نورٌ هو الله

على القلب وهو الله قلبُ محمدٍ

هو الله والأحكامُ فيه هي الله

وهذا هو الله المسمى بجنة

سمواته والأرض جمعاً هي الله

وأما أولوا الإنكار فالكل عندهم

يسمونها الأشياء ليست هي الله

وما الله إلا عندهم ذلك الذي

له صورة في عقلهم أنها الله

وكل الذي في العقل والحس عندهم

فهاتيك غير الله ليست هي الله

هي النار بالأغيار في القلب أوقدت

جهنم يصلاها وموقدها الله

وما ثم إلا جنةٌ وجهنم

فجنتنا الله التي قل هو الله

كما نارهم أغياره أوقدت لهم

فيصلونها والحاكم العادل الله

فإن شئت كن في جنة أو جهنم

فسوف ترى ما قلت عنه هو الله

وتنمحق الأغيار عنك لأنها

هي الباطل الموهوم يمحقه الله

وما الحق إلا الله والكل باطل

كما جاء في القرآن والقادر الله

أخي لمتى هذا الغرور بباطل

تنبه فموت الجهل ذاك هو الله

هو الكل بل لا كل والكل هالك

وفان وهذا كل هذا هو الله

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات