للمادحون اليوم أهل زماننا

ديوان ابن الرومي

لَلمادحونَ اليومَ أهلَ زماننا

أوْلى من الهاجين بالحرمانِ

كم قائل لي منهمُ ومدحتُهُ

بمدائح مثل الرياض حِسانِ

أحسنتَ ويحكَ ليس فيَّ وإنما

أستحسنُ الحسنات في ميزاني

يا شاعراً أمسى يحوك مديحَه

في شرِّ جيل شرِّ أهلِ زمانِ

ما تستحق ثوابَ من كابرتَهُ

ورميته بالإفك والبُهتان

قومٌ تذكِّرهم فضائلَ غيرهم

فيروْن ما فيهم من النقصان

فإذا مدحتَهُم فتحت عليهمُ

باباً من الحسراتِ والأحزان

ظلمَ امرؤٌ أهدى المديح لمثلِهم

ثم استثابَ مثوبةَ الإحسانِ

أيفيدهم أسفاً ويطلب رِفدَهُم

لقد اعتدى وألظَّ في العدوان

قد أحسنوا وتجشموا كُلّ الأذى

إذْ أهْدفوه مسامعَ الآذان

ذهب الذين يهزُّهُم مُدَّاحُهُم

هَزَّ الكُماة عواليَ المُرَّان

كانوا إذا مُدِحوا رأوا ما فيهمُ

فالأريحيَّةُ منهمُ بمكان

والمدحُ يقرعُ قلب من هُو أهلُهُ

قرعَ المَواعِظ قلبَ ذي إيمان

فدع اللئامَ فما ثوابُ مديحهم

إلا ثوابُ عبادةِ الأوثان

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الرومي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

ذهب الذين تهزهم مداحهم

ذهبَ الذين تَهزُّهُمْ مُدَّاحُهُمْ هَزَّ الكُماةِ عواليَ المُرّان كانوا إذا امتُدِحوا رأوْا ما فيهمُ فالأرْيحِيَّةُ منهمُ بمكان والمدح يَقْرعُ قلبَ من هُوَ أهلُه قرْعَ المَواعظِ…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات