لك الخلائق فينا السهلة السمح

ديوان البحتري

لَكَ الخَلائِقُ فينا السَهلَةُ السُمُحُ

وَالنَيلُ يَسلَسُ لِلراجي وَيَنسَرِحُ

وَالمَكرُماتُ الَّتي باتَت مَعالِمُها

مَشهورَةً كَنُجومِ اللَيلِ تَتَّضِحُ

أَمّا العُفاةُ فَقَد حَطّوا رِحالَهُمُ

بِحَيثُ تَتَّسِعُ الدُنيا وَتَنفَسِحُ

فَداكَ مَن لا نَداهُ صَوبُ غادِيَةٍ

تَهمي وَلا صَدرُهُ لِلجودِ مُنشَرِحُ

أَمُطلِقي مِن يَدِ السَيبِيِّ أَنتَ فَقَد

كَلَّت لَدَيهِ رِكابُ الطالِبِ الطُلُحُ

أَرى عَلى بابِهِ صَرعى أَقامَ بِهِم

طولُ المَطالِ فَلا أَجدى وَلا نَجَحوا

لَنا مَواقِفُ في أَفناءِ عَرصَتِهِ

تُهانُ أَخطارُنا فيها وَتُطَّرَحُ

نَغشاهُ لا نَحنُ مُشتاقونَ مِنهُ إِلى

أُنسٍ وَلا هُوَ مَسرورٌ بِنا فَرِحُ

إِذا طَلَبنا بِلينِ القَولِ غِرَّتَهُ

ظَلنا نُعالِجُ قُفلاً لَيسَ يَنفَتِحُ

أَعيا عَلَيَّ فَلا هَيّابَةٌ فَرِقٌ

مِنَ الهِجاءِ وَلا هَشٌّ فَيُمتَدَحُ

يُريغُ كاتِبُهُ صُلحي لِيَنقُصَني

وَلَم يَكُن بَينَنا شَرٌّ فَنَصطَلِحُ

وَكَم أُناسٍ أَلاموا في مُتاجَرَتي

وَحاوَلوا الرِبحَ في نَقصي فَما رَبِحوا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان البحتري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات