لقينا يوم صهباء سريه

ديوان عنترة بن شداد

لَقينا يَومَ صَهباءٍ سَرِيَّه

حَناظِلَةً لَهُم في الحَربِ نِيَّه

لَقيناهُم بِأَسيافٍ حِدادٍ

وَأُسدٍ لا تَفِرُّ مِنَ المَنِيَّه

وَكانَ زَعيمُهُم إِذ ذاكَ لَيث

هِزَبراً لا يُبالي بِالرَزِيَّه

فَخَلَّفناهُ وَسطَ القاعِ مُلقىً

وَها أَنا طالِبٌ قَتلَ البَقِيَّه

وَرُحنا بِالسُيوفِ نَسوقُ فيهِم

إِلى رَبَواتِ مُعضِلَةٍ خَفِيَّه

وَكَم مِن فارِسٍ مِنهُم تَرَكن

عَلَيهِ مِن صَوارِمِنا قَضِيَّه

فَوارِسُنا بَنو عَبسٍ وَإِنّ

لُيوثُ الحَربِ ما بَينَ البَرِيَّه

نُجيدُ الطَعنَ بِالسُمرِ العَوالي

وَنَضرِبُ بِالسُيوفِ المَشرَفِيَّه

وَنُنعِلُ خَيلَنا في كُلِّ حَربٍ

مِنَ الساداتِ أَقحافاً دَمِيَّه

وَيَومَ البَذلِ نُعطي ما مَلَكن

مِنَ الأَموالِ وَالنِعَمِ البَهِيَّه

وَنَحنُ العادِلونَ إِذا حَكَمن

وَنَحنُ المُشفِقونَ عَلى الرَعِيَّه

وَنَحنُ المُنصِفونَ إِذا دُعين

إِلى طَعنِ الرِماحِ السَمهَرِيَّه

وَنَحنُ الغالِبونَ إِذا حَمَلن

عَلى الخَيلِ الجِيادِ الأَعوَجِيَّه

وَنَحنُ الموقِدونَ لِكُلِّ حَربٍ

وَنَصلاها بِأَفئِدَةٍ جَرِيَّه

مَلَأنا الأَرضَ خَوفاً مِن سَطان

وَهابَتنا المُلوكُ الكِسرَوِيَّه

سَلوا عَنّا دِيارَ الشامِ طُرّ

وَفُرسانَ المُلوكِ اقَيصَرِيَّه

أَنا العَبدُ الَّذي بِدِيارِ عَبسٍ

رَبيتُ بِعِزَّةِ النَفسِ الأَبِيَّه

سَلوا النُعمانَ عَنّي يَومَ جاءَت

فَوارِسُ عُصبَةِ النارِ الحَمِيَّه

أَقَمتُ بِصارِمي سوقَ المَناي

وَنِلتُ بِذابِلي الرُتَبَ العَلِيَّه

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عنترة بن شداد، شعراء العصر الجاهلي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات