لقد نصر الإمام على الأعادي

ديوان البحتري

لَقَد نُصِرَ الإِمامُ عَلى الأَعادي

وَأَضحى المُلكُ مَوطودَ العِمادِ

وَعَرَّفَتِ اللَيالي في شُجاعٍ

وَتامِشَ كَيفَ عاقِبَةُ الفَسادِ

تَمادى مِنهُما غَيٌّ فَلَجّا

وَقَد تُردي اللَجاجَةُ وَالتَمادي

وَضَلّا في مُعانَدَةِ المَوالي

فَما اِغتَبَطا هُنالِكَ بِالعِنادِ

بِدارٌ في اِقتِطاعِ الفَيءِ جَمٌّ

وَسَعيٌ في فَسادِ المُلكِ بادِ

بِهَضمٍ لِلخِلافَةِ وَاِنتِقاصٍ

وَظُلمٍ لِلرَعِيَّةِ وَاِضطِهادِ

أَميرَ المُؤمِنينَ اِسلَم فَقِدماً

نَفَيتَ الغَيَّ عَنّا بِالرَشادِ

تَدارَكَ عَدلُكَ الدُنيا فَقَرَّت

وَعَمَّ نَداكَ آفاقَ البِلادِ

لِيَهنِكَ في اِبنِكَ العَبّاسِ هَديٌ

تَبَيَّنَ مِن رَشيدِ الأَمرِ هادِ

أَقَمتَ بِهِ وَلَم تَألُ اِختِياراً

سَبيلَ الحَجِّ فينا وَالجِهادِ

تَوالَتهُ القُلوبُ وَبايَعَتهُ

بِإِخلاصِ النَصيحَةِ وَالوِدادِ

هُوَ المَلِكُ الَّذي جُمِعَت عَلَيهِ

عَلى قَدَرٍ مَحَبّاتُ العِبادِ

فَسُرَّ بِهِ الأَداني وَالأَقاصي

وَأَمَّلَهُ المُوالي وَالمُعادي

شَفيعُ المُسلِمينَ إِلَيكَ فيما

تُنيلُ مِنَ الصَنائِعِ وَالأَيادي

نَزَلتَ لَهُ عَنِ الخُمسَينِ لَمّا

تَكَلَّمَ في مُقاسَمَةِ السَوادِ

وَإِنّي أَرتَجيكَ وَأَرتَجيهِ

لَدَيكَ لِنائِلٍ بِهِ مُستَفادِ

أَتَبعُدُ حاجَتي وَإِلَيكَ قَصدي

بِها وَعَلى عِنايَتِكَ اِعتِمادي

وَأَقرَبُ ما يَكونُ النُجحُ يَوماً

إِذا شَفَعَ الوَجيهُ إِلى الجَوادِ

لَعَلّي أَن أُشَرَّفَ بِاِنصِرافي

بِطَولِكَ أَو أُبَجَّلَ في بِلادي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان البحتري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات