لقد سفحت من دمع عينيك عبرة

ديوان حسان بن ثابت

لَقَد سَفَحَت مِن دَمعِ عَينَيكَ عَبرَةٌ

وَحُقَّ لِعَيني أَن تُفيضَ عَلى سَعدِ

قَتيلٌ ثَوى في مَعرَكٍ فُجِعَت بِهِ

عُيونٌ ذَواري الدَمعِ دائِمَةِ الوَجدِ

عَلى مِلَّةِ الرَحمَنِ وارِثِ جَنَّةٍ

مَعَ الشُهَداءِ وَفدُها أَكرَمُ الوَفدِ

فَإِن تَكُ قَد وَدَّعتَنا عَن مَوَدَّةٍ

وَأَمسَيتَ في غَبراءَ مُظلِمَةِ اللَحدِ

فَأَنتَ الَّذي يا سَعدُ أُبتَ بِمَشهَدٍ

كَريمٍ وَأَثوابِ المَكارِمِ وَالحَمدِ

بِحُكمِكَ في حَيَّي قُرَيظَةَ بِالَّذي

قَضى اللَهُ فيهِم ما قَضَيتَ عَلى عَمدِ

فَوافَقَ حُكمَ اللَهِ حُكمُكَ فيهِمِ

وَلَم تَعفُ إِذ ذُكِّرتَ ما كانَ مِن عَهدِ

فَإِن كانَ رَيبُ الدَهرِ أَمضاكَ في الأولى

شَرَوا هَذِهِ الدُنيا بِجَنّاتِهِ الخُلدِ

فَنِعمَ مَصيرُ الصادِقينَ إِذا دُعوا

إِلى اللَهِ يَوماً لِلوَجاهَةِ وَالقَصدِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في الشعراء المخضرمون، ديوان حسان بن ثابت، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات