لغير العلا مني القلى والتجنب

ديوان عنترة بن شداد

لِغَيرِ العُلا مِنّي القِلى وَالتَجَنُّبِ

وَلَولا العُلا ما كُنتُ في العَيشِ أَرغَبُ

مَلَكتُ بِسَيفي فُرصَةً ما اِستَفادَه

مِنَ الدَهرِ مَفتولُ الذِراعَينِ أَغلَبُ

لَئِن تَكُ كَفّي ما تُطاوِعُ باعَه

فَلي في وَراءِ الكَفِّ قَلبٌ مُذَرَّبُ

وَلِلحِلمِ أَوقاتٌ وَلِلجَهلِ مِثلُه

وَلَكِنَّ أَوقاتي إِلى الحِلمِ أَقرَبُ

أَصولُ عَلى أَبناءِ جِنسي وَأَرتَقي

وَيُعجِمُ فيَّ القائِلونَ وَأُعرِبُ

يَرونَ اِحتِمالي عِفَّةً فَيَريبُهُم

تَوَفُّرُ حِلمي أَنَّني لَستُ أَغضَبُ

تَجافَيتُ عَن طَبعِ اللِئامِ لِأَنَّني

أَرى البُخلَ يُشنا وَالمَكارِمَ تُطلَبُ

وَأَعلَمُ أَنَّ الجودَ في الناسِ شيمَةٌ

تَقومُ بِها الأَحرارُ وَالطَبعُ يَغلِبُ

فَيا اِبنَ زِيادٍ لا تَرُم لي عَداوَةً

فَإِنَّ اللَيالي في الوَرى تَتَقَلَّبُ

وَيالِزِيادٍ إِنزَعوا الظُلمَ مِنكُمُ

فَلا الماءُ مَورودٌ وَلا العَيشُ طَيِّبُ

لَقَد كُنتُمُ في آلِ عَبسٍ كَواكِب

إِذا غابَ مِنها كَوكَبٌ لاحَ كَوكَبُ

خُسِفتُم جَميعاً في بُروجِ هُبوطِكُم

جَهاراً كَما كُلُّ الكَواكِبُ تُنكَبُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عنترة بن شداد، شعراء العصر الجاهلي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات