لطائر كل حادثة وقوع

ديوان أبو العتاهية

لِطائِرِ كُلَّ حادِثَةٍ وُقوعُ

وَلِلدُنيا بِصاحِبِها وَلوعُ

تُريدُ الأَمنَ في دارِ البَلايا

وَما تَنفَكُّ مِن حَدَثٍ يَروعُ

وَقَد يَسلو المَصائِبَ مَن تَعَزّى

وَقَد يَزدادُ في الحُزنِ الجَزوعُ

هِيَ الآجالُ وَالأَقدارُ تَجري

بِقَدرِ الدَرَّ تُحتَلَبُ الضُروعُ

هِيَ الأَعراقُ بِالأَخلاقِ تَنمي

بِقَدرِ أُصولِها تَزكو الفُروعُ

هِيَ الأَيّامُ تَحصِدُ كُلَّ زَرعٍ

لِيَومِ حِصادِها زُرِعَ الزُروعُ

تَشَهّى النَفسُ وَالشَهَواتُ تَنمي

فَلَيسَ لِقَلبِ صاحِبِها خُشوعُ

وَما تَنفَكُّ دائِرَةً بِخَطبٍ

وَما يَنفَكُّ جَمّاعٌ مَنوعُ

مُعَلَّقَةً بِثُغرَتِهِ المَنايا

وَفَوقَ جَبينِهِ الأَجَلُ الخَدوعُ

رَأَيتُ المَرءَ مُغتَرِماً يُسامي

وَرائِحَةُ البِلى مِنهُ تَضوعُ

عَجِبتُ لِمَن يَموتُ وَلَيسَ يَبكي

عَجِبتُ لِمَن تَجِفُّ لَهُ دُموعُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العتاهية، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات