لطائر البشر بالأفراح تغريد

ديوان ابن مليك الحموي

لطائر البشر بالأفراح تغريد

وللتهاني ونيل السعد تجديد

ومربع الفضل مخضر جوانبه

عليه ظلّ رواق المجد ممدود

ونصرة واجتماع في طريقك قد

تولدا ولهذا الشكل توليد

وباب جودك مفتوح لقاصده

كما لسهمك في الاعداء تسديد

وجلّقٌ بك قد طابت مشاهدها

وقد زكا شاهد منها ومشهود

وسامرتنا بها السمر الرشاق ومن

غزلانها غازلتنا الاعين السود

ووجنة الروض وشي القطر دبحها

لما بدت ولها في الخد توريد

والريح شبب بالعيدان من طرب

والطير يطرب ما لا يطرب العود

والنهر صفّق والاغصان راقصة

وللهنا كل وقت فيه تجديد

ماذا اقول اذا ما رمت تهنئة

هذا قدوم والا للورى عيد

تهلك بك في الافراح طلعته

فاعتادنا منه تهليل وتحميد

على علاك لقد ضل العدى حسدا

ان الكريم على علياه محسود

لم يبق جودك لي شيئا اؤمله

هذا لعمرك في الدنيا هو الجود

عطفا فما لي عنك اليوم من بدل

وفي ضميرك مما قلت تأكيد

في وصف معناك واللفظ البديع لقد

حلا جناسي منظوم ومنضود

تعددت فيك امداحي فلي عدة

من راحتيك وللاعداء تعديد

يا منهل الفضل يا من بر جودك لن

اظما وبحرك للعافين مورود

ان كان سيبك ابطا في تأخره

فآتني بجميل منك موعود

يظن قوم باني قد مدحتهم

وانت في مدحهم بالذات مقصود

وان مدحت سواك اليوم فهو اذا

تهكم فيه تخويف وتهديد

قاسوك بالغير من جهل فقلت لهم

شتان في الفضل معدوم وموجود

هذا الذي لا عن العليا ينام ولا

بصده عن طلاب المجد تفنيد

قاضي القضاة ومن بالفضل قد شهدت

له الاماثل والغر الاماجيد

اليه تسند اخبار النوال وقد

صح الذي قد روت تلك الاسانيد

باحمد الاسم قد فاق الورى كرما

وفعله كأبيه فهو محمود

به زهت حسنات الدهر وانتظمت

كما ينظم بالحبات عنقود

در المكارم من جدواه قلدني

وليس ينكر قول فيه تقليد

على محاسنه الاجماع منعقد

وها عليه لواء المجد معقود

شاد الفخار وقد ساد الورى رتبا

مذ كان في المهد طفلا وهو مولود

كل المكارم في اوصافه جمعت

لكن يداه لها في المال تبديد

خذها قصيدا لعقد الدر واسطة

بديع تركيبها ما فيه تعقيد

مخطوبة ما بدت يوما لخاطبها

الا ودينارها المنقوش منقود

بجيد اللفظ قد حليت عاطلها

كما تجلى من البيض الطلى الجيد

تفني الليالي مع الايام قاطبة

وذكرها لك باق فيه تخليد

فلا برحت شهابا في العلا رصدا

ونجم طالعك الميمون مسعود

ما طاب حسن ابتدائي بالمديح وما

لي في ختام حلت تلك الأناشيد

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن مليك الحموي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات