لا غرو إن هز عطفي نحوك الطرب

ديوان الشاب الظريف

لا غَرْوَ إِنْ هَزَّ عِطْفي نَحْوَكَ الطَّرَبُ

قَدْ قَامَ حُسْنُكَ عَنْ عُذْرِي بِمَا يَجِبُ

ما كانَ عَهْدُكَ إِلّا ضَوْءُ بَارِقَةٍ

لاحَتْ لَنَا وطَوَتْ أَنْوَارَهَا الحُجُبُ

تَمِيلُ عَنِّي ملالاً مَا لَهُ سَبَبٌ

سِوَى اعْتِرافي بِأَنّي فِيكَ مُكْتَئِبُ

فَرَاعَنِي في وِدادٍ كُنْتُ رَاعِيَهُ

أَنّي بَعُدْتُ وَغَيْرِي مِنْكَ مُقْتَرِبُ

لِلْعَيْنِ عِنْدَكَ رَاحَاتٌ مُوَفَّرةٌ

وَلِلفُؤَادِ نَصيبٌ كُلُّهُ نَصَبُ

فإِنْ عَشِقْتَ فَهذا الحُسْنُ لِي وَطَرٌ

وإِنْ سَلَوْتَ فَهَذا الهَجْرُ لي سَبَبٌ

لِكنَّ لي حُسْنُ ظَنٍّ أَنْ يُعِيدَكَ لِي

ذَاكَ الحَياءُ وذَاكَ الفَضْلُ والأَدَبُ

وَبَيْنَنَا مِنْ عَلاقاتِ الهَوَى ذِمَمٌ

وَمِنْ رِضَاعَةِ أَخْلاقِ الصِّبا نَسَبُ

قِسْني وَقُسّاً وَقَيْساً مَنْطِقاً وَهَوىً

وَانْصِفْ تَجِدْ رُتْبَتي مِنْ دُونِها الرُّتَبُ

وَلا يَغُرَّنَّكَ مِنْ فَوْدَيَّ شَيْبَهُما

فَصُبْحُ عَزْمِي بادٍ لَيْسَ يَحْتَجِبُ

كَمْ مَهْمَهٍ جُبْتُه وَاللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ

وَوَجْهُ بَدْرِ الدُّجَى بِالغَيْمِ مُنْتَقِبُ

أَقولُ وَالبارِقُ العُلْوِيُّ مُبْتَسِمٌ

وَالرّيحُ مُعْتلَّةٌ والغَيْثُ مُنْسَكِبُ

إذا سَقَى حَلَبٌ مِنْ مُزْنِ غَادِيةٍ

أَرْضاً فَخُصَّتْ بِأَوْفَى قَطْرِه حَلَبُ

أَرضٌ إذا قُلْتَ مَنْ سُكَّان أَرْبُعِها

أَجابَكَ الأَشْرفَانِ الجُودُ والحَسَبُ

قَوْمٌ إذا زُرْتَهُمْ أَصْفُوكَ وُدَّهُم

كَأَنَّما لَكَ أُمٌّ مِنْهُمُ وَأَبُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشاب الظريف، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات