لا تنظري اليوم يا سلمى إلي فما

ديوان الشريف المرتضى

لا تَنظري اليومَ يا سَلمى إليّ فما

أَبقَى المشيبُ بوجهي نظرةَ البَشَرِ

جَنى عليَّ فقولي كيفَ أَصنعُ في

جانٍ إِذا كان يجني غير مقتدرِ

عَرا فَأعرى منَ الأوطارِ قاطبةً

قهراً وألبَسَنِي ما ليس من وَطَرِي

وَقَد حَذرتُ وَلَكنْ ربَّ مُغتربٍ

لم أنجُ منه وإنْ حاذرتُ بالحَذَرِ

فَإِنْ شَكوتُ إلى قومٍ مساكنهمْ

ظلّ السَّلامة ردّوني إلى القَدرِ

كوني كما شئتِ في طولٍ وفي قِصَرٍ

فليس أيّامُ شيبِ الرّأس من عُمُرِي

فَقُل لِمَن ظلّ يُسلِي عن مصيبتِهِ

لا سلوةٌ ليَ عن سمعي وعن بصري

شرُّ العقوبةِ يا سلمى على رجلٍ

عقوبةٌ من صروف الدّهر في الشَّعَرِ

إِنْ كان طال له عمرٌ فشيّبَهُ

فكلُّ طولٍ عداه الفضلُ كالقِصَرِ

يُلينُ منه ويُرخِي من معاجِمِهِ

كُرْهاً ولو كان منحوتاً من الحجرِ

فإن تكن وَخَطاتُ الشّيب من شَعَري

بيضاً فكم من بياضٍ ليس بالغُرَرِ

ما كلُّ إشراقَةٍ للصّبحِ في غَلَسٍ

وليس كلُّ ضياءٍ من سنا القمرِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات