لا تقصدن لحاجة

ديوان ابن الرومي

لا تَقْصِدنَّ لحاجةٍ

إلا امرأً فَرِحاً بنفسِهْ

أنَّى يُسَرُّ بمدحه

من لا يُسر بضوء شمسِهْ

أم كيف يهتز امرؤٌ

غَرِضٌ بمهجته وعِرسه

نكَّب هُدِيتَ من الرجا

ل يُوقَّ جدُّك جُلَّ تعسه

مِمراضَهُمْ وذميمَهم

وقريبَهُم من وِردِ رمسه

وعلى ذوي عاهاتهم

يوم يدمرهم بِنحسه

ومُشَهّريهم في الأنا

م بظلم آملِهم وبخسه

سخِطَ الإله على أُولَ

ئك إنهم من شر غرسه

وعدا الزمان عليهم

طُراً فألحقهم بأمسه

فهمُ الألى ما منهمُ

أحد يمس ندىً بخمسه

لَلْنجم أقربُ منهمُ

من كف ملتمسٍ ولمسه

ومتى كسوتهمُ الهجا

ء فإنه بَهجٌ بلُبسِه

قد عُوّدوا مسَّ الهوا

ن فمالهم حَفلٌ بمسه

يفدون كل سمَيْدعٍ

لم يَشْق سائله بعبسه

كأبي المهند إنه

كيقينِ راجيه وحدسه

ملكٌ يعجّل بالعطا

ء ولا يرى إعمالَ حبسه

وإلى الأجلِّ من الفعا

ل تراه يجنح لا أخَسِّه

يبني على آساسه

وَقِوامُ بنيانٍ بِأُسِّه

ألقى هواه على البريْ

يةِ إنَهم أبناء جنسه

ومتى استُثير عُرامُه

لقي الأسود جهيزَ فَرسه

قبلَ الجِلادِ عناقُهُ

وجلادهُ من قبل دعسه

وطعانهُ قبل النضا

ل يُمرُّ ذلك طولَ حرسه

فترى الليوثَ هوارباً

منه إذا نذِرتْ بجرسِه

وإذا خلا من مَغرمٍ

ضخمٍ فذلك يومُ وَكسه

وإذا اجتلى من مَدْحه

بِكراً فذلك يومُ عُرسه

جعل الإله عليه وا

قيةً تقيه مثلَ باسه

وثنى إليه عن الخلي

فة وجهَ ممتاح وعَنْسِه

فهما هواه وهمُّه

وإمامه من قبل درسه

همَسَتْ إليَّ بفضله

آثارهُ من قبل همسه

مثل المغني أنبأتْ

عن حذقه نغماتُ جَسِّه

من كان يُعكَس مدحُهُ

فالمدح فيه بغير عكسه

لا يفخرنَّ ذوو العلا

إن المفاخرَ تاجُ رأسه

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الرومي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات