لا تقربن عضيهة

ديوان الشريف المرتضى

لا تَقْربنَّ عَضِيهَةً

إنّ العضائِه مُخزياتُ

وَاِجعَلْ صلاحَكَ سَرْمَداً

فالصّالحاتُ الباقياتُ

في هَذه الدّنيا ومَنْ

فيها لنا أبداً عِظاتُ

إمّا صروفٌ مقبلا

تٌ أو صروفٌ مُدبِراتُ

وحوادثُ الأيّام فينا

آخذاتٌ مُعطِياتُ

والذُلُّ موتٌ للفتى

والعزُّ في الدُّنيا الحياةُ

والذُّخْرُ في الدّارين إم

ما طاعةٌ أو مَأْثُراتُ

يا ضيعةً للمرءِ تد

عوهُ إلى الهُلْكِ الدُّعاةُ

تغترُّهُ حتّى يزو

رَ شِعابَهنَّ الطيّباتُ

عِبَرٌ تَمرُّ وما لها

مِنّا عيونٌ مُبصراتُ

أين الأُلى كانوا بأي

دينا حصولاً ثمّ ماتوا

مِن كلّ مَنْ كانت له

ثمراتُ دجلةَ والفُراتُ

ما قيلَ نالوا فوقَ ما

يَهوون حتّى قيل فاتوا

لم يُغنِ عنهمْ حين هم

مَ بهمْ حِمامُهُمُ الحُماةُ

كَلّا ولا بيضٌ وسُم

رٌ عارياتٌ مُشرَعاتُ

نَطَقوا زماناً ثمّ لي

سَ لنُطقِهِمْ إلّا الصَّماتُ

وَكأنّهُمْ بِقُبورِهمْ

سَبَتوا وما بهِمُ سُباتُ

من بَعد أنْ ركبوا قَرا

سُرُرٍ وجُردٍ هُمْ رُفاتُ

سلموا عَلى صلحِ الأسن

نَة والظُّبا لمّا اِستماتوا

ونَجَوْا من الغمّاءِ لم

ما قيلَ ليس لهمْ نجاةُ

في موقفٍ فيه الصوا

رمُ والذّوابلُ والكُماةُ

وأَنامَهُمْ مِن حيثُ لَم

يخشوا لحَيْنِهُمُ المماتُ

وطَوَتْهُمُ طيَّ البرو

دِ لهمْ قبورٌ مُظلماتُ

فهُمُ بها مثلُ الهشي

مِ تعيثُ فيه العاصفاتُ

شُعْثٌ وَسائِدهُمْ بها

من غير تكرمةٍ علاةُ

قلْ للّذين لهمْ إلى ال

دُنيا دواعٍ مُسمعاتُ

وكأنّهمْ لم يسمعوا

ماذا تقولُ النّاعياتُ

أو ما تقولُ لهمْ إذا اِج

تازوا الدّيارُ الخالياتُ

فالضّاحكاتُ وقد نعم

نَ بهنَّ هنّ الباكياتُ

حتّى متى وإلى متى

تأوي عيونَكُمُ السِّناتُ

كم ذا تعرّجُ عنكُمُ

أبدَ الزّمانِ الموعظاتُ

كَم ذا وُعظتمْ لَو تكو

نُ لَكمْ قلوبٌ مصغياتُ

لكُمُ عقولٌ معرضا

تٌ أَو عيونٌ عاشياتُ

عُجْ بالدّيار فنادِها

أين الجبالُ الرّاسياتُ

أين العطاةُ على المكا

رِمِ للعواذِلُ والأُباةُ

تجرِي المنايا مِنْ روا

جِبِهِمْ جميعاً والصّلاتُ

وإذا لَقُوا يومَ الوغى

أقرانَهُمْ كانتْ هَناةُ

والدّهرُ طوعَ يمينِهِمْ

وهُمُ على الدّنيا الوُلاةُ

أَعطاهُمُ متبرّعاً

ثمَّ اِستردَّ فقالَ هاتوا

كانَتْ جَميعاً ثمّ مز

زقَ شملَ بينِهمُ الشّتاتُ

فأكفُّهمْ من بعد أنْ

سُلِبوا المواهبَ مقفِراتُ

وسيوفُهُمْ ورماحُهمْ

منبوذةٌ والضّامراتُ

أمِنوا الصباحَ وما لهمْ

عِلْمٌ بما يجْنِي المماتُ

ورماهُمُ فأصابهمْ

داءٌ تعزّ له الرُّقاةُ

وَسِهامُ أَقواس المنو

نِ الصائباتُ المصُمياتُ

مات النّدى من بيننا

بمماتِهمْ والمَكرُماتُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات