لا تفرحن ببشرى الوقت إن لها

ديوان محيي الدين بن عربي

لا تفرحنَّ ببشرى الوقت إن لها

شرطاً تعينه الأحكام بالحال

فإن علمت بأنَّ الحالَ دائمةٌ

إلى انفصالِك عن اصر وأغلال

فتلك بشرى لكم من عندِ ربكم

وما تقدَّم بشرى الحال في الحالِ

فقد يقالُ لنا وعد نسرُّ به

ولا يقيد في شَرطٍ بإخلال

فتأخذنه وعين الشرطِ تجهله

لأنَّ حرصَك لم يخطره بالبالِ

المكر يصحبه لو كنتَ تعقله

وليس يحذره إلا كأمثالي

لذا طلبتُ من الله النصوصَ ولم

أفرح بما ضمنه تفصيلُ أحوال

النصُّ بالدونِ أولى بي وأحسنُ لي

في مجمل القولِ بالبشرى من العالي

إنَّ الرجالَ الذين الله يعصُمهم

قد عاينوا فضله في عين اجمال

إذا تجرَّد لي عن مثل صورتِه

جوداً ولقبني بالنائب الوالي

فكيف يبخل من هذي سجيَّتُه

برحمةٍ تجمعُ الأعلى مع التالي

وذاك ظني فإن العلمَ منقصةٌ

هنا فلا تصغين للقيلِ والقال

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان محيي الدين بن عربي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات