لا تعول علي في كل حال

ديوان محيي الدين بن عربي

لا تعوِّل عليّ في كلِّ حال

إنني عبدُ سيِّدٍ متعالي

حكمه الحكمُ ليس لي حكم نفسي

إن عينَ المحال في عين حالي

كلما قلت قد مضى حكم وقتٍ

جاءني مثله يريد اغتيالي

فإذا ما بحثت عنه بعقلي

لم يكن غيره فزاد خبالي

قلتُ للدهر أنت جامع أوقا

تِ شؤوني فعين فصلي اتصالي

لست أبفى عنه انفصالاً لأني

لابس من هداه عين الضلال

إن هذا هو الضلالُ فحقِّقْ

عينَ ما قد سمعته من مقالي

ما ثَم أشباهٌ ولا أمثال

الكل في تحصيله محال

حبي الذي نسبَ الوجودَ بعينه

للعقلِ في تعيينه إشكالُ

إنْ نزهتْه عقولُهم يرمي به

تشبيهُ قولٍ كله إضلالُ

حتى يعمَّ وجودُه إقرارهم

فلذاك قلتُ بإنه يحتال

فتقابلت أقواله عن نفسه

نصّاً وهذا كله إخلال

في العقل والإيمان ثبتُ عينه

متناقصاً ولذاك لا يغتال

فالمؤمنُ المعصومُ من تأويله

عند الإله فنعته الإجلال

أمّا المؤوّل فهو يعبد عقله

مع وهمه والأمر لا ينقال

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان محيي الدين بن عربي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات