لئن كنت في حفظي لما أنا مودع

ديوان ابن الرومي

لئن كنتُ في حفظي لما أنا مودعٌ

من الخيرِ والشرِّ انتحيتُ على عرضِي

فما عِبتني إلا بما ليس عائبي

وكم جاهلٍ يُزري على خُلُقٍ محضِ

وما الحقدُ إلا توأم الشكر في الفتى

وبعضُ السجايا ينتسبنَ إلى بعضِ

فحيثُ ترى حقداً على ذي إساءةٍ

فثمَّ ترى شُكراً على حَسنِ القرض

إذا الأرض أدّتْ ريع ما أنت زارع

من البذر فيها فهي ناهيك من أرض

ولا عيبَ أن تُجزَى القروضُ بمثلها

بل العيبُ أن تَدّان ديناً فلا تَقْضي

وخيرُ سجيات الرجال سجيّةٌ

توفِّيك ما تُسدي من القرض بالقرض

ولولا الحقودُ المستكنّاتُ لم يكن

لينقضَ وتراً آخر الدهر ذو نقض

أميِّزُ أخلاق الكرام فأصطفي

كرائمها والزبد يُنْزع بالمخضِ

وأتركُ أخلاقَ اللئام لأهلها

وأرفضها مذمومةً أيما رفض

وأُبقي على عِرضي من الطَّيخ إنه

إذا طيخت الأعراض لم تَنقَ بالرحض

وإني لبر بالأقارب واصلٌ

على حسدٍ في جُلِّهم وعلى بُغض

ولم أقطع الأدنى مخافةَ شينه

ومني سَماراً كان أو غيره رُضِّي

وإني لذو حلمٍ وجهلٍ وراءه

فمن كان مُختلاً رضيتُ له حمضي

ولولا عُرامٌ في الفتى فُلَّ حدُّهُ

ولولا ذُباحٌ في المهند لم يَمض

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الرومي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

الحقدُ والتسامحُ

بدايةً أبتدئُ مقالتِي بنظراتِي الأدبيّةِ والفكريّةِ في الحقدِ والتّسامحِ؛ لأصوغَ منها عباراتٍ تفيضُ بمحبَّتي الّتي لا تعرفُ حدوداً في التّسامحِ، ولا تقفُ أمامَ جدارٍ مظلمٍ…

تعليقات