لئن جمعتنا بعد ذا اليوم خلوة

ديوان بهاء الدين زهير

لَئِن جَمَعَتنا بَعدَ ذا اليَومَ خَلوَةٌ

فَلي وَلَكُم عَتبٌ هُناكَ يَطولُ

وَكُنتُ زَماناً لا أَقولُ فَعَلتُمُ

وَلَكِنَّني مِن بَعدِها سَأَقولُ

لَعَمري لَقَد عَلَّمتُموني عَليكُمُ

وَإِنّي إِذا عُلِّمتُ فِيَّ قَبولُ

خَبَأتُ لَكُم أَشياءَ سَوفَ أَقولُها

لَها جُمَلٌ هَذَّبتُها وَفُصولُ

فَوَاللَهِ ما يَشفي الغَليلَ رِسالَةٌ

وَلا يَشتَكي شَكوى المُحِبِّ رَسولُ

وَما هِيَ إِلّا غَيبَةٌ ثُمَّ نَلتَقي

وَيَذهَبُ هَذا كُلُّهُ وَيَزولُ

وَيَستَكثِرُ العُذّالَ دَمعاً أَرَقتُهُ

وَفي حَقِّكُم ذاكَ الكَثيرُ قَليلُ

وَما أَنا مِمَّن يَستَعيرُ مَدامِعاً

لِيَبكي بِها إِن بانَ عَنهُ خَليلُ

إِذا ما جَرى مِن جَفنِ غَيرِيَ أَدمُعٌ

جَرَت مِن جُفوني أَبحُرٌ وَسِيولُ

وَأُقسِمُ ماضاعَت دُموعِيَ فيكُمُ

وَلو أَنَّ روحي في الدُموعِ تَسيلُ

سِوايَ لِأَقوالِ الوُشاةِ مُصَدِّقٌ

وَغَيرِيَ في عَتبِ الحَبيبِ عَجولُ

سَيَندَمُ بَعدي مَن يَرومُ قَطيعَتي

وَيَذكُرُ قَولي وَالزَمانُ طَويلُ

وَيا عاذِلي في لَوعَتي لَستُ سامِعاً

فَكَم أَنا لا أُصغي وَأَنتَ تُطيلُ

إِذا كانَ مَن أَهواهُ عَنِّيَ راضِياً

فَيا رَبِّ لا يَرضى عَلَيَّ عَذولُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان بهاء الدين زهير، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

قصة بيت الشعر – والله والله لا أنسى محبّتها

لا تجعلني هداك الله من ملكٍ … كالمستجير من الرّمضاء بالنّار | أردد سعاد على حرّان مكتئبٍ … يمسي ويصبح في همٍّ وتذكار | قد شفّه قلقٌ ما مثله قلقٌ … وأسعر القلب منه أيّ إسعار | والله والله لا أنسى محبّتها … حتّى أغيّب في قبري وأحجاري

تعليقات