كم يبعد الدهر من أرجو أقاربه

ديوان عنترة بن شداد

كَم يُبعِدُ الدَهرُ مَن أَرجو أُقارِبُهُ

عَنّي وَيَبعَثُ شَيطاناً أُحارِبُهُ

فَيا لَهُ مِن زَمانٍ كُلَّما اِنصَرَفَت

صُروفُهُ فَتَكَت فينا عَواقِبُهُ

دَهرٌ يَرى الغَدرَ مِن إِحدى طَبائِعِهِ

فَكَيفَ يَهنا بِهِ حُرٌّ يُصاحِبُهُ

جَرَّبتُهُ وَأَنا غِرٌّ فَهَذَّبَني

مِن بَعدِ ما شَيَّبَت رَأسي تَجارِبُهُ

وَكَيفَ أَخشى مِنَ الأَيّامِ نائِبَةً

وَالدَهرُ أَهوَنُ ما عِندي نَوائِبُهُ

كَم لَيلَةٍ سِرتُ في البَيداءِ مُنفَرِد

وَاللَيلُ لِلغَربِ قَد مالَت كَواكِبُهُ

سَيفي أَنيسي وَرُمحي كُلَّما نَهِمَت

أُسدُ الدِحالِ إِلَيها مالَ جانِبُهُ

وَكَم غَديرٍ مَزَجتُ الماءَ فيهِ دَم

عِندَ الصَباحِ وَراحَ الوَحشُ طالِبُهُ

يا طامِعاً في هَلاكي عُد بِلا طَمَعٍ

وَلا تَرِد كَأسَ حَتفٍ أَنتَ شارِبُهُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عنترة بن شداد، شعراء العصر الجاهلي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات