كتب المحب إلى الحبيب رسالة

ديوان العباس بن الأحنف

كَتَبَ المُحِبُّ إِلى الحَبيبِ رِسالَةً

وَالعَينُ مِنهُ ما تَجِفُّ مِنَ البُكا

وَالجِسمُ مِنهُ قَد أَضَرَّ بِهِ البِلى

وَالقَلبُ مِنهُ ما يُطاوِعُ مَن نَهى

قَد صارَ مِثلَ الخَيطِ مِن ذِكراكُمُ

وَالسَمعُ مِنهُ لَيسَ يَسمَعُ مَن دَعا

هَذا كِتابٌ نَحوَكُم أَرسَلتُهُ

يَبكي السَميعُ لَهُ وَيَبكي مَن قَرا

فيهِ العَجائِبُ مِن مُحِبٍّ صادِقٍ

أَطفاهُ حُبُّكِ يا حَبيبَةُ فَاِنطَفا

وَصَبَرتُ حَتّى عيلَ صَبري كُلُّهُ

وَهَوَيتُكُم يا حِبَّ نَفسي لِلشَّقا

وَكَتَمتُ حُبَّكِ فَاِعلَمي وَاِستَيقِني

وَالحُبُّ مِن غَيري فَدَيتُكِ قَد أَبى

أَفَما لِهَذا حُرمَةٌ مَحفوظَةٌ

أَوَما لِهَذا يا فَدَيتُكِ مِن جَزا

ما إِن صَبا مِثلي جَميلٌ فَاِعلَمي

حَقاً وَلا المَقتولُ عُروَةُ إِذ صَبا

لا لا وَلا مِثلي المُرَقِّشُ إِذ هَوي

أَسماءَ لِلحَينِ المُحَتَّمِ وَالقَضا

هاتي يَدَيكِ فَصالِحيني مَرَّةً

لِنَسُبَّ مَن بِالصَرمِ يا نَفسي بَدا

رُدّي جَوابَ رِسالَتي وَاِستَيقِني

أَنَّ الرِسالَةَ مِنكُمُ عِندي شِفا

مِنّي السَلامُ عَلَيكُمُ يا مُنيَتي

عَدَدَ النُجومِ وَكُلِّ طَيرٍ في السَما

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان العباس بن الأحنف، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات