كان هزلا فعاد جدا غرامي

ديوان ابن الرومي

كان هزلاً فعاد جِدّاً غرامي

وعذابُ الهوى غُلامُ غلامِ

أمرتْ قدَّها يقودُ إليها ال

قلْبَ مني فقاده بزمام

لو سألتَ القضيبَ قال ولم يك

ذبْكَ منها استعرتُ حسنَ القوام

جمعتْ طرَّةً وقدَّاً ووجهاً

ونُهوداً ونغمةً في نظام

فهْيَ أوْلَى في الوصفِ إن صدقَ الوصْ

فُ من البدرِ بالبها والتَّمام

اسقني من مُدام ريقتها العذْ

بة إذ قد حُرِمْتُ شربَ المُدام

فمُدام الكُرومِ غيرُ حلال

وهْيَ تَسقي المُدامَ غيرَ حرام

وترشَّفْ منها لمىً فهْو كأْسٌ

ليسَ في شربِ خمرها من أَثام

ما أرى لي في رَبْعِ حُبٍّ إذا لم

أحظَ فيه بنائل من مُقام

وعدتْني وعداً فهاجتْ حروباً

بين عَيْني فيه وبين المنام

بتُ شر المبيت ما ذُقْتُ غُمْضاً

طولَ ليلي والليلُ ليلُ تمام

صيرتْ لي اللقاء في كُلِّ شهْرٍ

وأراه يصيرُ في كُلِّ عام

ليس في العالمين أسوأ حالاً

مِنْ مُحبٍّ بِقَيْنَةٍ مُسْتهام

شاربٌ طولَ دهره كأسَ غَيْظٍ

وعتابٍ ما يَنْقَضي واهتمامِ

سأُسَلِّي نفسي وأسبِقُ يأْساً

لِسُلُوِّي ملامَة اللُّوَّام

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الرومي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات