كأن المغاني حين أعجمها الشحط

ديوان ابن الساعاتي

كأنَّ المغاني حين أعجمها الشحطُ

بقايا زبورٍ والأثافي لها نقطُ

عرفتُ بها آثار دمعي عشيةً

ولو أنني أنكرتها شهد السقط

يضوع إلى اسلارين طيب صعيدها

كأنّ سحيق المندليّ له خلط

فلو أنني مكّنت يوم سويقةٍ

أمرتُ فلم تسحب لغانيةٍ مرط

فقدت شموس الظاعنين مع الضحى

فلا حبّذا عندي ذوائبها الشّمط

وما قطع الطيفُ الزيارة عن قلى

ولكنَّ دمعي لا يخاض له شطُّ

خلا وعفا سقط اللّوى وكناسهُ

فلا غصنٌ يثنى ولا جوذرٌ يعطو

فلا تعذلاني في البكاء فلم يزل

لكلِّ هضيم الكشح من أدمعي قسط

فما شاقني حسن التسلّي وقد دنوا

ولا راقني طيب الحياة وقد شطّوا

ألمّت بنا لمياءُ والنجم هاجعٌ

وفودُ الدجى ما للصبح به وخط

وما انحلَّ خيط الفجر حتى كأنما

لقادمتي نسر السماء به ربط

مهاة إذا سلّ الرضا سيف لحظها

ويا عجباً صدَّت فاغمده السخط

ينمُّ وشاحاها ويصمت فلبها

ويسكن حجلاها ويضطرب القرط

ولما رأت أن النوى يحدث الجوى

ويحكم في الحيِ الجميع فيشتطُّ

بكت لوعةً ثم اتّقت فتبسّمت

وماء جفوني فوق خدي دمٌ عبط

تشابه جفني والجفون وخصرها

ومبسمها الوضّاح والدمع والسمط

وعيسِ كأمثال اليراع نحافةً

ومشقاً لها في كل طامسة خطّ

إذا أعملت فهي السهام وإنها

قسيٌّ إذا ما حلّ انساعها الحطّ

تحنّ ولكن لا أقول صبابةً

ولو حملت ثقل الصبابة لم تخطو

صحبنا بها الأرواح معتلّة الصّبا

من البهر حتى ما يحنّ لها وقط

الى أن أنحناها بعيد كلالة

بحيث الآباء الجعد والنائل البسط

لدى ملكٍ من جنده الفقر والغنى

مهيب السطا في كفه القبض والبسط

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تخطت وفود الليل بان به الوخط

تَخَطَّتْ وَفَوْدُ اللَّيْلِ بَانَ بِهِ الْوَخْطُ وَعَسْكَرُهُ الزَّنْجِيُّ هَمَّ بِهِ الْقِبْطُ أَتَاهُ وَلِيدُ الصَّبْحِ مِنْ بَعْدِ كَبْرَةٍ أَيُولَدُ أَجْنَا نَاحِلُ الْجِسْمِ مُشْمَطُّ كَأَنَّ النَّجُومَ الزُّهْرَ…

تعليقات