كأنك لم تغنه إذ لم تلاقها

ديوان قيس بن ذريح

كَأَنَّكَ لَم تَغنَهُ إِذ لَم تُلاقِها

وَإِن تَلقَها فَالقَلبُ راضٍ وَقانِعُ

فَيا قَلبُ خَبِّرني إِذا شَطَّتِ النَوى

بِلُبنى وَصَدَّت عَنكَ ما أَنتَ صانِعُ

أَتَصبُرُ لِلبَينِ المُشِتِّ مَعَ الجَوى

أَمَ اِنتَ اِمرُؤٌ ناسي الحَياءِ فَجازِعُ

فَما أَنا إِن بانَت لُبَينى بِهاجِعٍ

إِذا ما اِستَقَلَّت بِالنِيامِ المَضاجِعُ

وَكَيفَ يَنامُ المَرءُ مُستَشعِرَ الجَوى

ضَجيعَ الأَسى فيهِ نِكاسٌ رَوادِعُ

فَلا خَيرَ في الدُنيا إِذا لَم تُواتِنا

لُبَينى وَلَم يَجمَع لَنا الشَملَ جامِعُ

أَلَيسَت لُبَينى تَحتَ سَقفٍ يُكِنُّها

وَإِيّايَ هاذا إِن نَأَت لِيَ نافِعُ

وَيَلبَسُنا اللَيلُ البَهيمُ إِذا دَجا

وَنُبصِرُ ضَوءَ الصُبحِ وَالفَجرُ ساطِعُ

تَطا تَحتَ رِجلَيها بُساطاً وَبَعضُهُ

أَطاهُ بِرِجلي لَيسَ يَطويهِ مانِعُ

وَأَفرَحُ إِن تُمسي بِخَيرٍ وَإِن يَكُن

بِها الحَدَثَ العادي تَرُعني الرَوائِعُ

كَأَنَّكَ بِدعٌ لَم تَرى الناسَ قَبلَها

وَلَم يَطَّلِعكَ الدَهرُ فيمَن يُطالِعُ

فَقَد كُنتُ أَبكي وَالنَوى مُطمَإِنَّةٌ

بِنا وَبِكُم مِن عِلمِ ما البَينُ صانِعُ

وَأَهجُرُكُم هَجرَ البَغيضِ وَحُبُّكُم

عَلى كَبِدي مِنهُ كُلومٌ صَوادِعُ

فَوا كَبَدي مِن شِدَّةِ الشَوقِ وَالأَسى

وَواكَبَدي إِنّي إِلى اللَهِ راجِعُ

وَأَعجَلُ لِلإِشفاقِ حَتّى يَشُفَّني

مَخافَةَ شَحطِ الدارِ وَالشَملُ جامِعُ

وَأَعمِدُ لِلأَرضِ الَّتي مِن وَرائِكُم

لِيَرجِعَني يَوماً عَلَيكِ الرَواجِعُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان قيس بن ذريح، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات