قمر من فوق غصن نقا

ديوان عبد الغني النابلسي

قمر من فوق غصن نقا

ينجلي سبحان من خلقا

هذه الأكوان طلعته

كل من قد هام فيه رقى

يا بريق الغور قف نفساً

قد خطفت القلب والحدقا

إن تَجُز يوماً بذي سلم

قل لهم جودوا ببعض لقا

لي فؤاد ملؤه شغف

وضلوع حشِّيتْ حِرَقا

وعيون كلما رمقت

لم يدع منا الهوى رمقا

قل لهم يا سعد مغرمكم

كم يقاسي الدمع والأرقا

ذاب شوقاً في محبتكم

حين منكم بارق برقا

شمس هذا الكون طالعة

جذبت روح الذي رمقا

ذاتها من ذات لابسها

وهما في النشأة افترقا

وهي من أنوار بهجته

بالعطايا تملأ الأفقا

حنت الأرواح حين بدت

مثل معشوق ومن عشقا

ثم راح الجسم مضطرباً

شمَّ ريح الأمر فانتشقا

وحنين الفرع لا عجب

نحو أصل باسمه نطقا

يا نسيمات سرت سحراً

من شذاها الكون قد عبقا

خبرينا عن أحبتنا

وعن الأهلين والرفقا

ليت من بالجزع لو عطفوا

ليت من أهواه بي رفقا

دمعتي بالسفح من إضم

سفحت يوم النوى قلقا

يا عذولي كُفَّ عن عذلي

إن هذا اللوم محضُ شقا

لو ترى ما قد رأيت لما

لُمتَ في ساق هواه سقى

في نواحي الشعب غانية

حسنها في الكون ما اتفقا

كلما لاحت سجدت لها

حيث كلى ذاب وانمحقا

وأنا الفاني فواعجباً

كيف لي منها بوصف بقا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات