قل لابن بوران ولا تأثم

ديوان ابن الرومي

قل لابن بوران ولا تأثَّمِ

يا عربيَّا أعجميّاً وافْهَمِ

ويا ابنَ أمٍّ وابنَ كلِّ مُسْلمِ

حاشا الذي أنت إليه تنتمي

كدمتَ مِنْ أمِّك شرَّ مكدَمِ

زيادة البظْرِ الذي لم يكْلمِ

مخضَّباً بالحيض مثل العَنْدمِ

يُفيضُ من شرِّ فم شرَّ دمِ

على سبالٍ منك لم يُكرَّمِ

يجيشُ من فتْقِ مَبالٍ سَرْطَمِ

يهْدِرُ في وجهك هَدْرَ المُقرَمِ

مِنْ تحت إست مثل رأسِ المُحرمِ

وأيْرِ بغْلٍ بعد ذاك أدلمِ

ذي عُنُقٍ ريَّا ورأسٍ فيْلمِ

في بطنِ بورانَ وإنْ لم ترغمِ

ينْظِمُها من دُبُرٍ إلى فمِ

يدعَسُها دعسَ السنانِ اللَّهذَمِ

في دُبْرها وثَفْرها المُفَرَّمِ

يتركها مُشاعةً لم تُقْسمِ

مراثُها وبَوْلها من مَخْرمِ

ينقُضُ منها كلَّ شيءٍ مُبْرَمِ

ينجلُ منها ضيقَ كل مَأْزمِ

يتركها لو ولدت لم تَعْلَمِ

وأيْرُ عَير بعد ذاك مُكْدمِ

كما وصفْنا قبله لم يَخْرِمِ

في نفقَيْ عرسِكَ شرَّ مخرمِ

يفعلُ في مُؤْخرها والمُقدمِ

كَوَصْفِنا في أُمِّك المُقَدَّمِ

أُقسمُ بالله الأجلِّ الأعظمِ

لأرمينَّ بالهجاء الأعرمِ

دعيَّ آباءٍ عديدِ الأنجُمِ

لو يَسَروه بينهم بالأسْهُمِ

ما صار للواحد وزنُ دِرْهَمِ

ما بين ذي الحجَّة والمُحَرَّمِ

يوماً مضى غُفْلاً بغير مِيْسَمِ

من فَجْرةٍ لأُمِّهِ أو مأثمِ

يا ابن البغايا قولةً لم تُزْعَمِ

عجبتُ منكَ عجباً لم يظلمِ

وكيف لم تُرْقَط ولم تُوشَّمِ

وأنت خِلطٌ من شُعوبِ مَوْسمِ

لأنت أولى بغشاء الأرْقَمِ

بل كيف أضويتَ ولم تُتَمَّمِ

كخَلْقِ عادٍ أو كخلقِ جُرْهمِ

وفيك ماءُ ريِّ رَمْل أهيمِ

كم فيك من تَوْأمةٍ وتوأمِ

كم منْ شقيقِ لك فيك مُدغمِ

لو زُيّلُوا من جسمك المجسَّمِ

غدوتَ في جيشٍ بهم عرمرمِ

تُكْثر كلَّ معربٍ ومعجمِ

أمنع من جاد الهضاب الأعصمِ

يا ابن الزنا منقطعَ التكلمِ

وابن الزنا منحسرَ التوهمِ

ما نظمَ الشعرُ وما لم ينظمِ

فلْيكْتُب الكاتبُ أو فلْيسأمِ

أنت ابنُ بورانَ كفاك واختمِ

يعْهدُها في اليوم ألفا قيِّمِ

وتشتكي الخلَّةَ شكوى الأيِّمِ

ليست لها أختٌ سوى جَهنَّمِ

متى تزدْها حَصَباً تَضَرَّمِ

لم يخلُ في الأرضِ طباقُ مَنْسِمِ

يقتادهم تلقاءَك الرأيُ العَمِي

أتباع ظنٍّ لهمُ مُرَجَّمِ

شاهتْ وجوهاً واطّلتْ بعِظلمِ

كأنهم ما سمعوا بالهَيثمِ

ولا الفحول في الزمانِ الأقدمِ

يا ربَّ يومٍ لهُمُ مُذَمَّمِ

شفيتُ منهمْ غُلَّتي وقرمي

وظِلْتَ بالنَّيْكِ لم تَنَغَّمِ

تهذي هُذاءَ الرجل المبلسمِ

يرمى المساكين بكُلِّ صيْلَمِ

شدوكَ في شعرك غيرِ المُحكَمِ

يا لكَ من مُسدىً به ومُلحَمِ

لم ترضَ إلا بالعذابِ المُحْكَمِ

أوهنت أمر النارِ عند المُجرِمِ

وزعتَ بالجنةِ كلَّ مُغْرَمِ

مُسْتَهْترٍ بحُورها متيَّمِ

نحستَ مزكوماً وإن لم تُزْكَمِ

مِنْ سُدَّةٍ في أنفك المُوَرَّمِ

مُحشرج الصدرِ برِطلَيْ بلغمِ

إنْ لا تنخَّع مرةً تنخَّمِ

نخامةً كالضِّفدع المُوشَّمِ

دكناءَ رقْطاءَ بقيحٍ أو دمِ

ممتخِطاً بالكوعِ أو بالمعصمِ

تَضْرِطُ من أنفٍ وتَفْسُو من فمِ

ذا نكهةٍ من لم تُمِتْهُ يُصْدَمِ

حتى دعاك الملأُ ارحمْ تُرْحَمِ

فقطَّعوا اليومَ بغير منعمِ

وانصرفُوا عنكَ بغير مَغنمِ

إلا ثوابَ الصابرين الكُظَّمِ

وما يفي ذاك بذاك المغْرمِ

لا خيرَ في الأسماعِ إنْ لم تُصممِ

ألْجَمَكَ اللَّهُ لجامَ الأبْكمِ

يا شرَّ مخلوعٍ وشرَّ مُلْجَمِ

هاكَ قِرى مِثلكَ لم يُعَتَّمِ

من شاعرٍ صَدْقِ اللقاءِ مِرْجَمِ

ليس بمغمورٍ ولا بِمُفْحَمِ

يرمي المُرامين بلا تَجشُّمِ

بكلِّ سيَّارٍ أحدَّ أدلمِ

يكدحُ في وجه الصفاةِ الصِّلدمِ

دونكها مثل عصا المكلَّمِ

تلقَّفُ الإفك بشدقٍ شدقَمِ

تَهوي هُويَّ الجندل المسوَّمِ

وقعتَ مني في النآد السَّلقَمِ

أو تتَّقي الشرَّ بكوعَيْ أجذمِ

تُوَقِّيَ المسترحم المُسْتَسْلِمِ

حينئذٍ آوي إلى تَكَرُّمي

لستُ بظلّامٍ ولا مُظلَّمِ

وكنتُ حُلو الطعمِ صُلبَ المعجمِ

ذا مَلْمَسَيْن مُبْشَرٍ ومُؤْدَمِ

فإنْ تُرِدْ عَفْويَ بعدَ مَنْقَمِ

أهَبْكَ للَّهِ وللتَّذَمُّمِ

وإنْ أبى حَيْنُكَ ذاك فاعْزِمِ

وابقَ لعوداتِ القوافي واسْلمِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الرومي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات