قلبي ببيض المعالي هائم دنف

ديوان ابن الساعاتي

قلبي ببيض المعالي هائمٌ دنفٌ

ومقلةٌ لا على سمر المهى تكف

شجيتُ بالبين عن أهلٍ وعن وطنٍ

ناءٍ وغيري شجاه الدلُّ والهيف

أعاتبُ الدهرَ فيما ساء من خلقٍ

منه فينكرُ أحياناً ويعترف

وأيُّما صارمٍ لم يعلهُ صدأٌ

يوماً وبدرِ تمامٍ ليس ينكسفِ

أشيم برق رجاءٍ لا حيا معه

يرجى وأهصر عطفاً ليس ينعطف

وأطلب الشيء منوعاً نتيجتهُ

نتيجةُ الحبِّ فرط الوجد والأسف

وربَّ ذي كلفٍ لا حظّ يبهجه

لكنَّه كلفٌ في وجهه كلف

وربما هزَّ عطفي بعد قسوته

في الحبِّ أحورُ في أجفانه وطف

إذا ثنى قدَّه في ثني زورته

فحسبي المؤنسانِ الإلفُ والألف

ما لذَّة الحبِ إلا المنعُ يحجبه

وبهجةُ الحسن إلاَّ اللينُ والقصف

إذا رنا وتعاطى هزَّ ذابلهِ

تشابه الفاتكان الطَّرف والطَّرف

مستحسنٌ فيه إلاَّ عذلُ عاذلهِ

نعمْ ومستقبحٌ إلاَّ له الصَّلف

يا صاح ما علقت نفسي بمنفسة

إلاَّ تعرَّض هجرٌ أو نوىً قذفِ

فاصبرْ وإن جارت الأيَّام جاهدةً

من دوحة الصَّبر يجنى المجد والشرف

نرجو وتخشى وتعطينا وتحرمنا

أيَّامنا وعلى هذا مضى السَّلف

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات