قسماً بأعراف الجياد الضمر

قسماً بأعراف الجياد الضمر - عالم الأدب

قَسَماً بِأَعرافِ الجِيادِ الضُمّرِ

وَبِما أَثَرنَ مِن العَجاجِ الأَكدَرِ

وَبِما حَمَلنَ إِلى الوَغى مِن ماجِدٍ

طَلقِ المُحَيّا ذي جَبينٍ أَزهَرِ

وَبِكُلِّ أَبيَضَ صارِمٍ وَمُفاضَةٍ

كَالنَّهرِ سابِغَةٍ وَعالٍ أَسمَرِ

لَو قيلَ مَن في الأَرضِ أَعلى هِمَّةٍ

وَأَعَزُّ نافِلَةٍ وَأَشرَفُ مَعشَرِ

ما قيلَ إِلّا ذاكَ فَضلٌ في العُلى

حامي حِمى الآباءِ سامي المَفخَرِ

الماجِدُ الأَحساب وَالمَلِكُ الَّذي

يَغشى الوَغى فَرداً بِوَجهٍ مُسفِرِ

الواهِبُ الجُردَ العِتاقَ يَقودُها

صُفرُ المَجاسِدِ مِن بَناتِ الأَصفَرِ

وَالمُكرِهُ السُّمرَ الدِقاقَ ومُنهِلُ ال

بيضِ الرِقاقِ مِنَ النَجيعِ الأَحمَرِ

وَمُقَنطِرُ البطَلِ الهزبرِ بِطَعنَةٍ

يَقضي قَضِيَّتَهُ وَلَمّا يَستُرِ

وَمُفَلِّقُ الهاماتِ في ضَنكِ الوَغى

بِمُذَلَّقِ الحَدَّينِ صافي الجَوهَرِ

كَم غادَرَت أَسيافُهُ مِن ماجِدٍ

جَزر السِباعِ مُجَدَّلٍ لَم يُقبَرِ

مُنيَ العِدى مِنهُ بِأَغلَبَ ثائِرٍ

يُنبيكَ مَنظَرُهُ بِصِدقِ المَخبَرِ

مُتَوَقِّدُ العَزماتِ أَكبَرُ هَمِّهِ

إِحياءُ مَأمورٍ وَمَوتُ مُؤَمَّرِ

وَالمَوتُ أَشهى عِندَهُ مِن أَن يُرى

في غَيرِ مَرتَبَةِ المَليكِ الأَكبَرِ

تلقاهُ أَثبَتَ ما يَكونُ جَنابُهُ

وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالقَنا المُتَكَسِّرِ

وَأَحَبُّ يَومٍ عِندَهُ يَومٌ بِهِ

يُعطي الهُنَيدَةَ لِلفَقيرِ المُقتِرِ

جَرّارُ كُلِّ كَتيبَةٍ فُرسانُها

أَوفى وَأَمضى مِن كَتيبَةِ دَوسَرِ

تَحتَ السَنوَّرِ وَالتَريكِ تَخالُهُم

وَالخَيلُ تَحتَ النَقعِ جِنَّةُ عَبقَرِ

ما صَبَّحَت داراً سَنابِكُ خَيلها

إِلّا وَوارَت جَوَّها بِالعِثيرِ

لِسِنانِهِ مِن كُلِّ فارِسِ بَهمَةٍ

ما بَينَ وَجَنَةِ خَدِّهِ وَالمحجِرِ

وَلِسَيفِهِ مِنهُ إِذا ما اِستَلَّهُ

ما بَينَ قُلَّةِ رَأسِهِ وَالأَنهُرِ

ما حِلمُ قَيسٍ ما وَفاءُ سَمَوأَلٍ

ما جودُ أَوسٍ ما شَجاعَةُ جَحدَرِ

لَو أَنَّهُم وُزِنُوا بِهِ لَم يَعدِلُوا

مِن كَفِّهِ اليُسرى بَنانَ الخِنصَرِ

آبى وَأَمنَعُ جانِباً مِن هانِئٍ

أَيّامَ يَمنَعُ خَلفَهُ اِبنَ المُنذِرِ

وَأَشَدُّ بَأساً مِن كُلَيبٍ إِذ سَطا

بِالسَيفِ يَجتَثُّ الذُرى مِن حِميَرِ

وَأَعَزُّ جاراً مِن فَتى بَكرٍ وَقَد

نَزَلَت بِساحَتِهِ عَقيلَةُ مِنقَرِ

ذُو هِمَّةٍ صَعَدت وَأَصبَحَ دونَها

زُحَلٌ وَأَوجُ عُطارِدٍ وَالمُشتَري

ما زالَ يَجتابُ البِلادَ مُشَمِّراً

تَشميرَ لا وانٍ وَلا مُتَحَيِّرِ

حَتّى ظَنَنّا أَنَّهُ في عَزمِهِ

يَسعى لِيَخرُجَ عَن مَدى الإِسكَندَرِ

رَضِيَ الخَليفَةُ هَديَهُ وَاِختارَهُ

وَحَباهُ بِالحَظِّ الجَزيلِ الأَوفَرِ

لَبّاهُ جَهراً وَاِصطَفاهُ لَهُ فَتىً

مِن بَينِ أَبناءِ النَبيتِ وَقَيذَرِ

وَأَمَدَّهُ بِخَزائِنٍ لَو صَبَّحَت

ذاتَ العِمادِ لَآذَنَت بِتَدَعثُرِ

فيها المَناجيقُ العِظامُ يَحُفُّها

نِفظٌ تَأَجَّج نارُهُ بِتَسَعُّرِ

وَقسِيُّ أُسدٍ لا تَرُدُّ نِصالَها

زُبرُ الحَديدِ وَلا صَفيحُ المَرمَرِ

وَقَضى إِلَيهِ أَنَّ حُكمَكَ نافِذٌ

ماضٍ بِأَكنافِ العِراقِ وَتُسترِ

فَاِضمُم إِلَيكَ الجَيشَ وَاِنهَض وَاِفتَتِح

ما شِئتَ مِن بَلَدٍ وَجِدَّ وَشَمِّرِ

فَلَكَ الكَرامَةُ وَالحِباءُ وَكُلُّ ما

تَسمُو لَهُ مِن عَسجَدٍ أَو عَسكَرِ

تِيهي بِهِ يا آلَ فَضلٍ وَاِرتَقي

فَوقَ السَماءِ عُلىً وَباهي وَاِفخَري

فَبِهِ تَطولُ رَبيعَةٌ كُلَّ الوَرى

مِن مُتهِمٍ أَو مُنجِدٍ أَو مُغورِ

جُزتَ المَدى وَبَلَغتَ يا اِبنَ مُحَمَّدٍ

أَقصى المَنى وَرَقيتَ أَعلى مِنبَرِ

وَجَرَت أَوامِرُكَ الشَريفَةُ في قُرى

كِسرى وَسابورِ المُلوكِ وَقَيصَرِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن المقرب العيوني، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات