قربت من الفعل الكريم يداكا

ديوان البحتري

قَرُبَت مِنَ الفِعلِ الكَريمِ يَداكا

وَنَأى عَلى المُتَطَلِّبينَ مَداكا

فَاِسلَم أَبا نوحٍ لِتَشييدِ العُلا

وَفَداكَ مِن صَرفِ الزَمانِ عِداكا

إِنّي لَأُضمِرُ لِلرَبيعِ مَحَبَّةً

إِذ كُنتُ أَعتَدُ الرَبيعَ أَخاكا

وَأَراكَ بِالعَينِ الَّتي لَم تَنصَرِف

أَلحاظُها إِلّا إِلى نُعماكا

ما لِلمُدامِ تَأَخَّرَت عَن فِتيَةٍ

عَزَموا السَبوحَ وَأَمَّلوا جَدواكا

بَكَرَت لَهُم سُقيا السَحابِ وَقَصَّرَت

عَنهُم أَوانَ تَعِلَّةٍ سُقياكا

ما كانَ صَوبُ المُزنِ يَطمَعُ قَبلَها

في أَن يَجيءَ نَداهُ قَبلَ نَداكا

وَلَدَيكَ صافِيَةٌ كَأَنَّ نَسيمَها

مِن طيبِ عَرفِكَ أَو جَميلِ نَثاكا

وَكَأَنَّ بِشرَكَ في شُعاعِ كُؤوسِها

لَمّا تَوالَت في الأَكُفِّ دِراكا

تَجلو بِرَونَقِها العُيونَ إِذا بَدَت

رِسلاً وَنَشرَبُها عَلى ذِكراكا

يُغني النَديمَ عَنِ الغِناءِ حَديثُنا

بِمَحاسِنٍ لَكَ لَم تَكُن لِسِواكا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان البحتري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات