قد نحرنا الزق يوم العيد نحرا

ديوان عبد الغفار الأخرس

قَد نَحَرْنا الزِّقَّ يومَ العيدِ نَحْرا

وأَذَبنا بلُجَين الكأس تبرا

وتخيَّلنا الحميّا لهباً

وحسِبنا أنَّها بالماء تورى

قال لي الساقي وقد طاف بها

هي خمرٌ وتراها أَنْتَ جمرا

يا نديماً قد سَقاني كأسَه

إسقنيها في الهوى أخرى وأخرى

إنَّ أحلى العيش ما مرَّ على

روضة غنَّاء والكاسات تترى

ويد المزن وأزهار الرُّبا

نُشِرَتْ من بعد ذاك الطيّ نشرا

فأدِرْها قرقفاً إن مُزِجت

كَلَّلَتْ ياقوتها بالمزج درّا

لا تَخَفْ من وِزْرِها في شربها

أو تخشى مع عفو الله وزرا

راحة الأرواح بالراح الَّتي

لم تدع للهمّ في الأحشاء ذكرا

وبأهلي ذلك الظبي وإن

أوْسَعَ المغرم إعراضاً وهجرا

غَرَّني في حبّه ذو هيف

كلّما لام به العاذل أغرى

صال باللحظ على عشاقه

ولَكَم من كرّةٍ في الحب كرّا

قد مضى في الحبّ أن أقضي به

وقضايا حبّه صغرى وكبرى

ما عليه في الهوى صيَّرَ لي

كبداً حرّى وقلباً ما استقرّا

يا زماناً حَذرت أخطاره

نحن لم نأخذ من الأيام حذرا

أَنْتَ من دون النقيب القرم لا

تَمْلِكُ اليومَ لنا نَفعاً وضَرّا

سيّدٌ أمَّا نَداه فالحيا

دونه جوداً وأدنى منه وفرا

هكذا من كانَ تجري كفّه

نايلاً وفراً وإحساناً وبرّا

وإذا ما المُعوِل العافي أتى

بابه العالي اغتنى فيه وأثرى

باليد البيضاء كم أمطرنا

من غوادي جودها بيضاً وصُفرا

وَرَدوا البحر أُناسٌ قبلنا

لا وَرَدنا غير تلك اليد بحرا

نَتَحرّى كلَّ آنٍ جودَها

وهو بالفضل وبالمعروف أحرى

وإذا مُدَّت إلى أعدائها

جزَرَتْهم بالمواضي البيض جزرا

هو ربّ الكَرم المحضِ الَّذي

لا يرى الإقلال يوم الجود عذرا

وإذا أولاكَ من إحسانه

ساعةً في عمره أغناك دهرا

فيميناً كلَّما شاهدته

قلت فيه إنَّ بعدَ العسر يسرا

سيٍّدٌ سهلٌ في بأوقات النَّدى

وبأَيَّامِ الوغى لا زالَ وعرا

يصنع المعروف مع كلّ امرئٍ

وهو لا يبغي على المعروفِ أجرا

لمْ يَخِبْ في النَّاس يوماً آمِلٌ

جاعِلٌ آل رسول الله ذخرا

نَثرَ المالَ على وُفَّادِه

فشكرنا فضله نظماً ونثرا

سيِّدي والفضلُ لولاكَ عفا

فجزاك الله عن عافيك خيرا

بأبي أَنْتَ وأُمٍّي ماجدٌ

قادرٌّ هو أعلى النَّاس قدرا

مَلَكتْ رقِّيَ منه أنعمٌ

بعدَ ما كنتُ وأيم الله حرَّا

أَيُّ نعمائك يقضي حقّها

أيُّها السَّيِّد هذا العبد شكرا

إنَّما الفخر الَّذي طُلْتَ به

شرحَ الله به للمجد صدرا

ولقد جاوَزْتَ حدًّا في العُلى

رَجَعَتْ من دونه الأَبصار حسرى

فاهنا بالعيد ودم مبتهجاً

ناحِرُ الحاسِدِ بالنّعْمَةِ نحرا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغفار الأخرس، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات