قد لامني في خليلتي عمر

ديوان بشار بن برد

قَد لامَني في خَليلَتي عُمَرُ

وَاللَومُ في غَيرِ كُنهِهِ قَدَرُ

قالَ أَفِق قُلتُ لا فَقالَ بَلى

قَد شاعَ في الناسِ عَنكُمُ الخَبَرُ

فَقُلتُ إِن شاعَ ما اعتِذاري مِم

ما لَيسَ لي فيهِ عِندَهُم عُذُرُ

لا أَكتُمُ الناسَ حُبَّ قاتِلَتي

لا لا وَلا أَكرَهُ الَّذي ذَكَروا

لوما فَلا لَومَ بَعدَها أَبَداً

صاحِبُكُم وَالجَليلِ مُحتَضَرُ

قُم قُم إِلَيهِم فَقُل لَهُم قَد أَبى

وَقالَ لا لا أُفيقُ فَاِنتَحِروا

ماذا عَسى أَن يَقولَ قائِلُهُم

وَذا هَوىً ساقَ حينَهُ القَدَرُ

يا قَومِ ما لي وَما لَهُم أَبَداً

يَنظُرُ في عَيبِ غَيرِهِ البَطِرُ

يا عَجَباً لِلخِلافِ يا عَجَباً

بِفي الَّذي لامَ في الهَوى الحَجَرُ

ما لامَ في ذي مَوَدَّةٍ أَحَدٌ

يُؤمِنُ بِاللَهِ قُم فَقَد كَفَروا

حَسبي وَحَسبُ الَّتي كَلِفتُ بِها

مِنّي وَمِنها الحَديثُ وَالنَظَرُ

أَو قُبلَةٌ في خِلالِ ذاكَ وَلا

بَأَسَ إِذا لَم تُحلَّلِ الأُزُرُ

أَو لَمسُ ما تَحتَ مِرطِها بِيَدي

وَالبابُ قَد حالَ دونَهُ السُتُرُ

وَالساقُ بَرّاقَةٌ خَلاخِلُها

وَالصَوتُ عالٍ فَقَد عَلا البُهُرُ

وَاِستَرخَت الكَفُّ لِلغَزالِ وَقا

لَت اُلهُ عَنّي وَالدَمعُ مُنحَدِرُ

اِذهَب فَما أَنتَ كَالَّذي ذَكَروا

أَنتَ وَرَبّي مُعارِكٌ أَشِرُ

وَغابَتِ اليَومَ عَنكَ حاضِنَتي

فَاللَهُ لي اليَومَ مِنكَ مُنتَصِرُ

يا رَبِّ خُذ لي فَقَد تَرى ضُعُفي

مِن فاسِقِ الكَفِّ ما لَهُ شُكُرُ

أَهوى إِلى مِعضَدي فَرَضَّضَهُ

ذو قوةٍ ما يُطاقُ مُقتَدِرُ

يُلصِقُ بي لِحيَةً لَهُ خَشُنَت

ذاتَ سوادٍ كَأَنَّها الإِبَرُ

حَتّى اِقتَهَرني وَإِخوَتي غَيَبٌ

وَيلي عَلَيهِم لَو أَنَّهُم حَضَروا

أَقسِمُ بِاللَهِ ما نَجَوتُ بِها

اِذهَب فَأَنتَ المُسَوَّرُ الظَفِرُ

كَيفَ بِأُمّي إِذا رَأَت شَفَتي

وَكَيفَ إِن شاعَ مِنكَ ذا الخَبَرُ

أَم كَيفَ لا كَيفَ لي بِحاضِنَتي

يا حِبُّ لَو كانَ يَنفَعُ الحَذَرُ

قُلتُ لَها عِندَ ذاكَ يا سَكَني

لا بَأسَ إِنّي مُجَرِّبٌ حَذِرُ

قولي لَهُم بَقَّةٌ لَها ظُفُرٌ

إِن كان في البَقِّ ما لَهُ ظُفُرُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان بشار بن برد، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات