قد جاءنا في حكمة مكنونة

ديوان الطغرائي

قد جاءنا في حكمة مكنونة

كتمانها لذوي النهى إفصاح

والشمس قائمة بأول بابها

مكشوفة لشعاعها أوضاح

وشعاعها القلاّب لا ظل له

ملك الملوك ورأسها الجحجاح

والبدر ذو القرنين يلمع نوره

ملآن وهو الأزهر الوضاحُ

فطن احمرارا في البياض كأنه

شفق يلوح وراءه إصباحُ

ويليه هرمس وهو مصدوع الصدا

المدفون فيه وبرقه اللماحُ

والسدرة الخضراء أروى عرقها

مصى الندى وبه ارتوى الملتاح

والزهرة الزهراء خارج بابها

ولها بأثناء الرموز صياحُ

في باطن الألوان وهي خفية

وبها تتجسد الأرواح

عذراء يحبلها بنفخة روحه

ملك تقوم بنفخه الأشباح

وكذاك أخبل بالدخان إذا ارتقى

فحل يتمّ بزرعه الإلقاح

وإليَّ تحتاج الطبائع كلها

حتى يتمّ ومني الإصلاح

طبعي البرودة واليبوسة ولّدت

مني الهموم ومني الأفراحُ

أسقي وأكربُ ثم أزرعُ مثلما

يعني بأرض زروعه الفلاحُ

وحصيد زرعي مثل بذري خارج

عني وفيَّ أمانة وصلاحُ

وليَ الزجاجة وهي سر غامض

والزيت والمشكاة والمصباح

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الطغرائي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات