قد أمكنت فرص اللذات فانتهز

ديوان ابن نباتة المصري

قد أمكنت فرص اللذات فانتهز

وسامحتك وعود الدّهر فانتجز

روضٌ يزفّ ومعشوقٌ وكأس طلا

لقد ظفرت بعيشٍ غير ذي عوَز

أما ترى الراح يهدي صفو مزنتها

غيم الزّجاج إلى أرض الحشا الجرز

وحامل الكاس قد جاز الغرام به

قلبي ولولا فتاوى الحبّ لم يجز

خمريّ ثغرٍ فما نفسٌ بصاحبةٍ

تبريّ خدّ فما دمعٌ بمكتنز

إذا خطا نفحت أعطافه أرجاً

نفحَ الثناءِ عليكم يا بني اللكز

أنتم أناسٌ إذا أجرى الورى نسباً

للجود عدَّ إلى أيديكمُ وعزي

نعم المفيدون للطلاب ما سألوا

والآخذون من الهلاك بالحجز

والجاعلون معاني المجد واضحة

بين الأنام وكان المجد كالّلغز

لم يبق بين بني الدنيا وبينكمُ

إلا مشابه بين الدّرّ والخرز

دلَّ العلاء على إيضاح سؤددكم

دلالةَ القبسِ الموفي على نشز

ذو الجود والبأس من يعرض لسطوته

يهلك ومن يرجُ نعمى كفه يفُز

وشائد البيت لا حقٌّ بمطّرح

للقاصدين ولا وفرٌ بمكتنز

أما الندى فندى غر نخادعه

والعزم عزم سديد الرأي محترز

جدوى على إثر جدوى غير قاصرةٍ

كالسيل محتفزٍ في أثر محتفز

لو نازعته بيوت الأولين على

لصيرَ الصدرَ منها موضع العجز

غزَا إلى الجيش منصور اللوا ودنا

جيش السؤال إلى أمواله فغزي

يا ماجداً نال من حمدٍ ومن شرف

ما لم تنل آل حمدان ولم تحز

تقاصر الشعر عن علياك من خجل

حتى البسيط تماماً آخر الرجز

وما وفتك لطول المسهبات ثنا

فكيف نبغي وفاء الوعد بالوجز

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن نباته المصري، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات