قد أغتدي والليل في إهابه

ديوان أبو نواس

قَد أَغتَدي وَاللَيلُ في إِهابِهِ

أَدعَجُ ما جُرِّدَ مِن خِضابِهِ

مُدَثَّرٌ لَم يَبدُ مِن حِجابِهِ

كَالحَبَشِيّ انسَلَّ مِن ثِيابِهِ

بِهَيكَلٍ قوبِلَ في أَنسابِهِ

مُرَدَّدُ الأَعوَجِ في أَصلابِهِ

يَهديهِ مِثلُ العَقوِ في انتِصابِهِ

وَكاهِلٍ وَعُنُقٍ يَأبى بِهِ

يُصافِحُ اللَدانَ مِن أَضرابِهِ

بِوَقِحٍ يَقيهِ في انسِيابِهِ

نَشا المَطاريدَ وَحَدَّ نابِهِ

حَتّى إِذا الصُبحُ بَدا مِن بابِهِ

وَكَشَّرَت أَشداقُهُ عَن نابِهِ

عَنَّ لَنا كَالرَألِ لا نَرى بِهِ

ذو حُوَّةٍ أُفرِدَ عَن أَصحابِهِ

يَفري مَتانَ الأَرضِ مَع سِهابِهِ

أَطاعَهُ الحوذانُ في إِسرابِهِ

فَقَد رَماهُ النَحضُ في أَقرابِهِ

وَالطَرفُ قَد زُمِّلَ في ثِيابِهِ

قائِدُهُ مِن أَرَنٍ يَشقى بِهِ

قُلنا لَهُ عَرَّهِ مِن أَسلابِهِ

فَلاحَ كَالحاجِبِ مِن سَحابِهِ

أَو كَالصَنيعِ استُلَّ مِن قِرابِهِ

فَسَدَّدَ الطَرقَ وَما هاها بِهِ

فَاِنصاعَ كَالأَجدَلِ في اِنصِبابِهِ

أَو كَالحَريقِ في هَشيمِ غابِهِ

مُلتَهِباً يَستَنُّ في التِهابِهِ

كَأَنَّما البَيداءُ مِن نِهابِهِ

فَحازَهُ بِالرُمحِ في أَعجابِهِ

شَكُّ الفَتاةِ الدُرُّ في أَحزابِهِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو نواس، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

أنى هجوت بني ثوابه

أنَّى هجوتَ بني ثوابَهْ يا صاحبَ العينِ المُصابَهْ أهلَ السماحةِ والرجا حة والأصالة واللَّبابَهْ القائلينَ الفاعليـ ـن أُولي الرياسة والنِّقابَهْ والفارعينَ المجدَ والـ ـبانينَ فوقهُمُ…

تعليقات