قالوا الدبيثي ذو قواف

قالوا الدبيثي ذو قواف - عالم الأدب

قالُوا الدُبَيثِيُّ ذُو قُوافٍ

مُحكَمَةُ النَظمِ مُستَقِيمَه

فَقُلتُ بُعداً لَكُم وَسُحقاً

فَكُلُّ أَفهامِكُم سَقِيمَه

شِعرُ الدُبَيثِيِّ لَو عَقلتُم

أَبرَدُ مِن أُمِّهِ اللَئِيمَه

هُوَ الَّذي تَعلَمُونَ كَلبٌ

فَهَل لِنَبحِ الكِلابِ قِيمَه

إِنّا إِلى اللَهِ مِن طَغامٍ

تَعتَقِدُ الفَضلَ في بَهِيمَه

وَاللُؤمُ وَالشُؤمُ مِنهُ جُزءٌ

وَالغَدرُ وَالإِفكُ وَالنَميمَه

وَيُنسَبُ العارُ وَالدَنايا

طُرّاً إِلى أُمِّهِ القَديمَه

مَتى يَمُت تَصرُخُ المَخازِي

يا أَبَتا واشَقا اليَتِيمَه

بَعدكَ حَلَّت بِنا أُمُورٌ

مُقعِدَةٌ لِلعُوا مُقِيمَه

راحَت جُيُوشُ الضَلالِ فَوضى

قَد هُزِمَت أَسوَأَ الهَزيمَه

وَأَدرَكَ الحَقُّ بَعدَ ذُلٍّ

مِنّا بِآثارِهِ المُنِيمَه

مِن أَينَ لِلظُلمِ باطِنِيٌّ

مثلُكَ يَستَصغِرُ العَظِيمَه

يَومُكَ أَبقى أَخاكَ ديناً

إِبليسَ مُستَهلَكَ العَزيمَه

قَد كُنتَ رِدءاً لَهُ تُساوي

كُلَّ شَياطِينِهِ الرَجيمَه

مَن كُنتَ أَوصَيتَ بِالمَعاصي

مِن هَذِهِ العُصبَةِ الأَثِيمَه

مَن لأَذى ماجِدٍ كَريمٍ

خَلَّفتَ أَو حرَّةٍ كَريمَه

بَعدَكَ ما فُتِّشَت حَصانٌ

وَلا اِشتَكي مُوهَنٌ هَضِيمَه

وَأَطلَقُوا الحُضرَ وَالبَوادي

وَالعُزلَ وَالبيضَ عَن صَريمَه

يُظَنُّ أَنَّ الإِلَهَ أَهدى

لِذا الوَرى نَظرَةً رَحيمَه

يا فَرحَةَ النارِ يَومَ تَأتي

إِلى دِيارِ البَلا وَذِيمَه

كَم يَتَلَقّاكَ مِن زَبانٍ

قَساوَةُ الطَبعِ فيهِ شِيمَه

مِثلَ تَلَقّيكَ سُفنَ ماءٍ

تَحمِلُ مِن بابلٍ لَطِيمَه

إِنَّ بَغِيّاً غَذَتكَ طِفلاً

فَيما أَتَتهُ لَمُستَلِيمَه

لِأَنَّها قَد رَأَت عِياناً

شُؤمَكَ مُذ أَنتَ في المَشيمَه

كَم عِثتَ في بَظرِها بِعَضٍّ

أَورَثَها الشَهوَةَ الذَميمَه

تَطلُبُ مِنها المَنِيَّ قُوتاً

وَلَيسَ بِالصُورَةِ الوَسيمَه

فَهيَ تُنادي الزُناةَ هُبّوا

إِلى حِرٍ يُشبِهُ الأَطِيمَه

وَلَيسَ يَرويكَ غَيرُ ماءٍ

يَنصَبُّ فيها اِنصِبابَ دِيمَه

وَساعَةَ الوَضعِ جِئتَ بَثناً

غادَرتَ وَجعاءَها كَلِيمَه

وَحينَ أَكمَلتَهُنَّ سَبعاً

ملتَ إِلى الصَنعَةِ الذَميمَه

كَسَّدتَ سُوقَ العُلوقِ حَتّى

تَرَكتَ أَبوابَها رَديمَه

حَتّى لَقَد راحَ كُلُّ عِلقٍ

عَلَيكَ في قَلبِهِ سَخِيمَه

كَم مارِدٍ في صِباكَ عاتٍ

صِدتَ بِنَغماتِكَ الرَخيمَه

وَكَم لَعَمري مِن أَلفِ صادٍ

سَطَت بِها مِنكَ فردَ مِيمَه

حَتّى إِذا نَشَت بَعدَ حينٍ

وَطالَتِ اللِّحيَةُ اللَئيمَه

أَصبَحتَ عَشّارَ أَرض سُوءٍ

ما بَرِحَت أَرضُها مَضيمَه

أَسَّسَها شَرُّ آدَمِيٍّ

بِذاكَ كُلُّ الوَرى عَليمَه

قَومُهُ بَعضُهُم بِبَعضٍ

وَأَنتَ مِنهُم أَقَلُّ قِيمَه

قاتَلَكَ اللَهُ كَم تَعامى

وَتَعكِسُ السُنَّةَ القَويمَه

تُلزِمُ زادَ الغَريبِ مَكساً

وَثَوبَهُ يا لَها عَظيمَه

مَهلاً فَلِلظّالِمينَ حَتماً

مَصارِعٌ كُلُّها وَخِيمَه

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن المقرب العيوني، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات