قالوا الأحبة ما صدوا ولا وصلوا

ديوان القاضي الفاضل

قالوا الأَحِبَّةُ ما صَدّوا وَلا وَصَلوا

إِذاً فَقُل لِيَ ما أَحيَوا وَما قَتَلوا

وَالقَتلُ لي راحَةٌ لَكِنَّهُم أَبَداً

لا يَسمَحونَ بِشَيءٍ فيهِ لي أَمَلُ

مِثلُ العَواذِلِ لَمّا ضَلَّ سَعيُهُمُ

لا أَمسَكوا عَذلَهُم عَنّي وَلا عَذَلوا

ما لي بِهِم وَبِهِجرانِ الحَبيبِ وَإِس

رافِ الرَقيبِ وَتَشنيعِ العِدا قِبَلُ

وَلَيسَ في خاطِري أَيضاً وَلا زَمَني

وَلا لِمَعشارِ ما أَلقاهُ مُحتَمَلُ

إِن زَلَّ عَزمِيَ فَهوَ البَحرُ زَلزَلَةً

وَقَد يَخِفُّ إِذا ما زُلزِلُ الجَبَلُ

أَخرَجتُموني مِنَ الدُنيا وَما خَرَجَت

نَفسي وَفارَقَها مَن لا لَهُ أَمَلُ

فَالنَفسُ مِن هَمِّها في جِسمِها اِعتُقِلَت

بَل صاحِبُ النَفسِ تَحتَ الهَمِّ مُعتَقَلُ

الذنبُ لِلحُسنِ لا لِلحُبِّ إِن عَدَلوا

في الحُكمِ لَكِنَّهُم في الحُكمِ ما عَدَلوا

مَنِ الَّذي مِنهُما مِن قَبلِ صاحِبِهِ

أَم لَم يَكُن بَينَ وَجدانَيهِما مَهَلُ

مالي سَبيلٌ إِلى الدُنيا وَكَيفَ بِها

يا لَيتَني مِثلُ مَن ضاقَت بِهِ السُبُلُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان القاضي الفاضل، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات