فمن حسي إلى عقلي

ديوان محيي الدين بن عربي

فمِن حسِّي إلى عقلي

ومن عقلي إلى حِسِّي

بعلمين غريبينِ

بلا شكٍّ ولا لبسِ

ومن حَدسي إلى علمي

ومن علمي إلى حَدسي

فنورُ العلمِ ممدود

ونورُ الحدسِ ما يمسي

ومن نفسي إلى روحي

ومن روحي إلى نفسي

بتحليلٍ وتركيب

كمثلِ الميتِ في الرَّمسِ

ومن قدسي إلى رِجسي

ومن رِجسي إلى قُدسي

فقُدسي كان في وقتي

ورِجسي كان في أمسي

ومن إنسي إلى جِنِّي

ومن جني إلى إنسي

فجني يبتغي غمي

وإنسي يبتغي أُنسي

ومن حُبِّي إلى سَعتي

ومن سعَتي إلى حُبِّي

لنكرٍ قام في نفسي

على عقلي وبالعكس

ومن أيسي إلى ليسي

ومن ليسي إلى أيسي

بسعدٍ فيه تأليفٌ

كما في شنّه يحسي

ومن حِلسي إلى صدري

ومن صدري إلى حِلسي

فلولا باقلٌ ما لا

حنورُ الفضلِ في قسِّّ

ومن شمسي إلى بدري

ومن بدري إلى شمسي

لاظهار الخفايا في

بطونِ نواشىء دِبسِ

ومن فُرسِ إلى عُربٍ

ومن عُربٍ إلى فُرسِ

لشرحِ قوامِ أسرارٍ

ورَمزِ حقائقَ نُكسِ

ومن أسِّي إلى فَرعي

ومِن فَرعي إلى أُسِّي

لعيشٍ دُسَّ في موتٍ

بحسٍّ أو بلا حسِّ

فلا تهتم يا نفسي

لقولِ الحاسدِ النِّكس

وقولِ الجاهلِ المغرو

ر يا ريحانة النفس

فكم من جاهلٍ قد قا

ل في أرواحنا الخرس

لدى تنزيلِ تنزيلي

بروحِ النفث والحسِّ

كاس فيه شيطانٌ

يخبطه من المسِّ

فإن الناس ما زالوا

من التحقيق في لبسِ

فسرُّ اللهِ موجودٌ

مبين الجهرِ والهمسِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان محيي الدين بن عربي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات