فجعة ما احتسبتها في زماني

ديوان الشريف المرتضى

فجعةٌ ما اِحتسبتُها في زماني

نادَمَتْ بِي غرائبَ الأحزانِ

وأشدُّ الخطوب عُنفاً بنفسٍ

ما أتى بَغْتَةً بغيرِ أوانِ

أيُّها الآخذِي بِشَأنِ التسلِّي

جلَّ ما بي عن طاعةِ السُّلْوانِ

رُمْتَ عَذْلي وأنتَ تجهل ما بِي

وَفُؤادي مُستيقِنٌ ما عَناني

خَلَجَتْ في بَبْغاءَ نَبْوَةُ دهرٍ

مُولَعٍ بالنَّفيسِ من أثماني

بعث الدّهرُ نحوها يدَ شخصٍ

مُزعِجِ الكيدِ ثائرِ الأضغانِ

غالها فرصةً وما الغافلُ الوَسْ

نانُ كُفْواً للرّاصدِ اليقظانِ

لَو أَتى معلناً بِيَوم رَداها

لاِنثَنى غانماً من الحِرمانِ

أمكَنَتْهُ حُشاشةً طالما خا

بَتْ لديها وسائلُ الإمكانِ

صَدّها الحَيْنُ عن تعاطي حِذارٍ

منه والحَينُ عُقلَةُ الأذهانِ

إنْ تكنْ عُوجِلَتْ فما مُهلةُ المُر

جى على سُنّةِ الرّدى بأمانِ

ذاتُ جِسمٍ يحكي الزَّبَرْجَدَ قدْ نِي

طَتْ ذُراهُ بمِنْسَرٍ مَرْجاني

وخَوافٍ قد فارقتْ لونَها الأظ

هرَ فيها بمنظرٍ أُرجُوانِي

غَضَّةُ اللّونِ تُبصرُ العينُ منها

روضةً أخْمَلَتْ بلا بُستانِ

تُرجع القول كالصّدى في أقاصي

درجاتِ الإفصاح والتّبيانِ

تمحضُ الصّدقَ إنْ أجابتْ سَؤولاً

وهْيَ خِلْوٌ من فهم تلك المعاني

لا اِستَقلّتْ من بعد فقدِكِ وَرْقا

ءٌ تُبكِّي الدّجى على الأغصانِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات