فاض اللئام وغاضت الأحساب

ديوان أبو تمام

فاضَ اللِئامُ وَغاضَتِ الأَحسابُ

وَاِجتُثَّتِ العَلياءُ وَالآدابُ

فَكَأَنَّ يَومَ البَعثِ فاجَأَهُم فَلا

أَنسابَ بَينَهُمُ وَلا أَسبابُ

أَمُوَيسُ لا يُغني اِعتِذارُكَ طالِباً

عَفوي فَما بَعدَ العِتابِ عِقابُ

هَب مَن لَهُ شَيءٌ يُريدُ حِجابَهُ

ما بالُ لا شَيءٍ عَلَيهِ حِجابُ

ما إِن سَمِعتُ وَلا أَراني سامِعاً

أَبَداً بِصَحراءٍ عَلَيها بابُ

مَن كانَ مَفقودَ الحَياءِ فَوَجهُهُ

مِن غَيرِ بَوّابٍ لَهُ بَوّابُ

مازالَ وَسواسي لِعَقلي خادِعاً

حَتّى رَجا مَطَراً وَلَيسَ سَحابُ

ما كُنتُ أَدري لا دَرَيتُ بِأَنَّهُ

يَجري بِأَفنِيَةِ البُيوتِ سَرابُ

عَجَباً لِقَومٍ يَسمَعونَ مَدائِحي

لَكَ لَم يَقولوا قُم فَأَنتَ مُصابُ

نَبَذوا بِكَذّابٍ مُسَيلَمَةً فَقَد

وَهِموا وَجاروا بَل أَنا الكَذّابُ

هَتَّكتُ ديني فَاِستَتَرتُ بِتَوبَةٍ

فَأَنا المُقِرُّ بِذَنبِهِ التَوّابُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو تمام، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات