فإن يك رأسي كالثغامة نسله

ديوان دريد بن الصمة

فَإِن يَكُ رَأسي كَالثَغامَةِ نَسلُهُ

يُطيفُ بِيَ الوِلدانُ أَحدَبَ كَالقِردِ

رَهينَةَ قَعرِ البَيتِ كُلَّ عَشِيَّةٍ

كَأَنّي أُراوى أَن أُصَوَّبَ في مَهدِ

فَمِن بَعدِ فَضلٍ في شَبابٍ وَقُوَّةٍ

وَرَأسٍ أَثيثٍ حالِكِ اللَونِ مُسوَدِّ

فَقَد أَبعَثُ الوَجناءَ يَدمى أَظَلُّها

عَلى ظَهرِ سَبسابٍ كَحاشِيَةِ البُردِ

فَأَورَدتُها ماءً قَليلاً أَنيسُهُ

حَديثاً بِعَهدِ الناسِ أَو غَيرَ ذي عَهدِ

فَأَعكِسُها في جُمَّةٍ وَنَصَأتُها

فَآنَستُ ما أَبغي وَأَتعَبتُها تَردي

إِلى عَلَمٍ ناءٍ كَأَنَّ مَسافَهُ

مُخَلَّلُ كِتّانٍ مِنَ النَأيِ وَالبُعدِ

وَخَيلٍ كَأَسرابِ القَطا قَد وَزَعتُها

عَلى هَيكَلٍ نَهدِ الجُزارَةِ مُرمَدِّ

سَوابِقُها يَخرُجنَ مِن مُتَنَصَّفٍ

خُروجَ القَواري الخُضرِ مِن سَبَلِ الرَعدِ

وَغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ حُوٍّ تِلاعُهُ

عَلَتهُ جُمادى بِالبَوارِقِ وَالرَعدِ

تَبَطَّنتُهُ تَعدو بِبِزِّيَ نَهدَةٌ

جُلالَةُ ما بَينَ الشَراسيفِ وَاللُبدِ

وَتَخطو عَلى صُمٍّ كَأَنَّ نُسورَها

نَوى القَسبِ يُستَوقَدنَ في الظَرِبِ الصِلدِ

لَها حُضُرٌ كَيفَ الحَريقُ وَعَقبُها

كَجَمِّ الخَسيفِ بَعدَ مَعمَعَةِ الوَردِ

قَليلَ البَتاتِ غَيرَ قَوسٍ وَأَسهُمٍ

وَأَبيَضَ قَصّالِ الضَريبَةِ مُحتَدِّ

وَأَسمَرَ مَربوعٍ مِتَلٍّ كُعوبُهُ

تُصَرِّفُ فيهِ لَهذَماً وادِقَ الحَدِّ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان دريد بن الصمة، شعراء العصر الجاهلي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات